مسجد "المنطقة صفر" يقسِّم "مؤمني" أمريكا

أظهر استطلاع حديث للرأي انقساماً بين المسلمين والمسيحيين وكذلك معتنقي الديانات الأخرى، في الولايات المتحدة الأمريكية، حول مشروع بناء مركز إسلامي بمدينة نيويورك، قرب موقع مركز التجارة العالمي، المعروف باسم "المنطقة صفر."

ووفق الاستطلاع الذي أجراه مركز "غالوب"، فإن نحو ستة من كل عشرة أشخاص ممن يتبعون المذهب الكاثوليكي وكذلك المورمون، يعتقدون أنه يجب البحث عن موقع بديل لبناء المركز الإسلامي المثير للجدل، كما أن أقل من ثلث المسلمين يسودهم نفس الاعتقاد.

ويتفق مع التوجه نفسه غالبية الأمريكيين من غير المسيحيين، وأيضاً معظم غير المتدينين، بينما يقف اليهود الأمريكيون، من أتباع المذهب البروتستانتي، وكذلك الطوائف المسيحية الأخرى، موقفاً وسطاً بين أولئك وهؤلاء.

وبحسب الاستطلاع فإن الموقع المقترح لبناء المركز الإسلامي، الذي أصبح يُعرف رسمياً باسم "بارك 51"، قرب برجي مركز التجارة العالمي، اللذين انهارا نتيجة هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، لم يحظ بتأييد الأغلبية المطلقة بين أي من تلك الطوائف الدينية المختلفة.

ويؤيد نحو 40 في المائة من المسلمين الأمريكيين، وكذلك غير المسيحيين وغير معتنقي الديانات، فكرة إنشاء المركز الإسلامي في موقعه المقترح قرب "المنطقة صفر"، بينما تراجع عدد المؤيدين إلى حوالي 25 في المائة أو أقل، بين الكاثوليك، والمورمون، واليهود الأمريكيين، والبروتستانت، والطوائف المسيحية الأخرى.

وأجرى مركز "غالوب" الاستطلاع خلال الفترة من الخامس إلى 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وشمل حوالي 1729 شخصاً عبر الولايات المتحدة، حيث تم استطلاع رأي حوالي 200 شخص من كل طائفة دينية على حدة، باستثناء "غير معتنقي الديانة المسيحية."

وتضمن الاستطلاع سؤالاً رئيسياً حول "أفضل طريقة حالة الانقسام الراهن حول الموقع المقترح لبناء المركز الإسلامي"، وتضمن الإجابة على ذلك السؤال ثلاثة خيارات، كما تم منح أولئك الذين خضعوا للاستطلاع فرصة لاقتراح خيارات أخرى بديلة.

وكان الخيار الثالث هو أن يتم بناء المركز في الموقع المقترح قرب "المنطقة صفر"، ولكن يجب أن يكون المركز لمختلف الأديان، وقد حظي هذا الخيار بتأييد أقل من 30 في المائة بين مختلف الطوائف الدينية.

وقد أثار مشروع بناء المركز الإسلامي في المنطقة موجة استياء شعبي، كشف عنها استطلاع أجرته CNN بالتعاون مع "ريسيرش كورب"، في سبتمبر/ أيلول الماضي، وجد أن معارضي المخطط يصل إلى 68 في المائة من جملة المستطلعين، وهو ما وصفه حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، بأنه مؤشر بأن "جراح 11/9 لم تندمل بعد."

وكان المئات من الأمريكيين قد نظموا العديد من الاحتجاجات قرب موقع "المنطقة صفر"، وقاموا برفع شعارات تحذر من المد الإسلامي في البلاد، كما حذروا من انتشار المساجد التي اعتبروا أنها تهدد الحرية، وتذكّر بالهجمات التي وقعت عام 2001.