قداس الميلاد في كنيسة مار مارون في طرابلس

الغربة ـ طرابلس
ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس الميلاد منتصف الليل، في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض والخوري جوزيف فرح، في حضور الاستاذ داني اسمر ممثلا وزير العدل اللواء اشرف ريفي، رئيس بلدية طرابلس الاستاذ عامر الرافعي، المقدم وجيه متى ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وحشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى بو جودة كلمة قال فيها:"إذا كان السلام لم يستتب بعد على الأرض، فلأن الإنسان ما زال يتصرف على مثال آدم الأول وحواء الأولى، ويريد أن يجعل من نفسه إلها لنفسه، وكل المواقف التي يتخذها اليوم، مستندا إلى تقدمه في المعرفة والعلم والتقنية والإختراعات والإكتشافات، هي مواقف رافضة لله ولتعاليمه ووصاياه. فالقوانين تسن والشرائع توضع اليوم في الكثير من البلدان، لسوء الحظ خاصة في البلدان التي كانت بلدانا ذات حضارة مسيحية، وكأن الله غير موجود، لا بل أكثر من ذلك، فإن بعض النظريات الفلسفية السائدة تقول أنه، ولو كان الله موجودا فلكي يحقق الإنسان ذاته، عليه أن يقتل الله".

اضاف: "فلننظر إلى المواقف التي تتخذها البشرية اليوم، أليس السماح بقتل الأجنة بواسطة الإجهاض أو برميهم في سلة المهملات بعد تخصيبهم في المختبرات، متناقضا مع الحق الأول للانسان، وهو الحق في الحياة؟ أليس السماح وتشريع زواج مثليي الجنس متناقضا ليس فقط مع الشريعة بل أيضا مع الطبيعة البشرية؟ أليس التساكن الحر دون أي رباط لا مدني ولا ديني، عودة الإنسان إلى الحياة البدائية التي لا تعرف لا شريعة ولا قانونا؟".

وختم بو جوده عظته: "نصلي كي نصل الى السلام الحقيقي الذي نتمناه لانفسنا والى بلدنا العزيز لبنان، في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها. ليت المسؤولين السياسيين عندنا، إلى أي فئة أو جماعة انتموا، يتذكرون انهم مدعوون لخدمة الشعب وتأمين مصالحه الحيوية، وليس لإستعباده وتفقيره وإيصاله إلى شفير الهاوية، بفعل أنانيتهم وحبهم المفرط للذات وسعيهم الدؤوب لتأمين مصالحهم الشخصية وليس مصالح الشعب، وليتهم لا يستسلمون لإرادة الشيطان المجرب ويصنعون إرادته، لأنهم في النهاية سوف يكتشفون عريهم ومحدوديتهم وعقم تصرفاتهم، فيوصلون البلاد إلى الهلاك. صلاتنا نرفعها إلى المسيح إله السلام كي يضع سلامه في عقولنا وقلوبنا جميعا، ويغرس محبته فينا وروح المسامحة والغفران".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق