المطران بو جوده:" على السياسيين ان يهتموا بمصير البلاد.
زغرتا.
لمناسبة عيد مار انطونيوس البادواني، اقيم في مزار القديس البادواني في بلدة كفرزينا في قضاء زغرتا، قداس احتفالي تراسه رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في الباحة الخارجية للمزار، عاونه فيه رئيس اكليريكية مار انطونيوس كرمسده الخوري نعمة الله حديد، وخادم المزار الخوري جوزيف غبش، ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية. حضر القداس رئيس بلدية كفرزينا تادي نادر وعدد من المخاتير، الى جمهور واسع من المؤمنيين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها:"اود ان اعبر عن فرحي وسروري، ان احتفل معكم، كما في كل عام، بعيد شفيع هذا المقام مار انطونيوس البادواني، وكي اقول ايضا، اننا مدعويين، الى الصلاة بحرارة وعمق في هذه الايام الصعبة التي تعيشها بلادنا، وبلدان الشرق الاوسط، حيث يعيش المسيحيون فيها بخوف، متناسين ان المسيح قد وعدهم بانه سيكون معهم الى منتهى الدهر. يوم الخميس الماضي احتفلنا بعيد القربان المقدس، خميس الجسد، في مسيرة من سبعل الى كرمسده شاركت فيها رعايا الابرشية، واليوم نحتفل بعيد البادواني مع بعضنا البعض في الابرشية، وكل ذلك كي نعبر عما قاله المسيح للرسل عندما جاء احد اليهم وطلب منهم شفاء ولده ولم يستطيعوا ذلك، بينما المسيح استطاع شفاءه، وعندها قال الرسل له لماذا لم نستطيع نحن ان نشفيه قال لهم المسيح "هذا النوع من الشياطين لا يطرد الا بالصوم والصلاة".
واضاف بو جوده:" ان شيطان الحقد والبغض، شيطان الانقسام بين المسيحيين وبصورة خاصة بين الموارنة، هذا الشيطان الذي يعمل على تفتيتنا، لا يمكننا طرده الا بالصوم والصلاة، لذا يجب ان نصلي بالحاح ونطلب من الرب يسوع ان يوعي المسؤولين بيننا على خطورة ما يقومون به من انقسامات وخلافات يوعيهم انه واجب عليهم كقادة سياسيين ان يهتموا ليس فقط بمصالحهم الخاصة انما بمصير البلاد التي تسير نحو الخراب بسبب انقساماتهم، اليوم مع القديس انطونيوس البادواني نصلي بالحاح ونطلب من الرب ان يوحد صفوفنا حتى نكون حقيقة شهودا له كما طلب منا في كل الارض، وان من يرانا يتعرف من خلالنا على المسيح بصورته الصحيحة، وليس بصورته المشوهة التي نعطيها عنه اليوم".
وتابع بو جوده:" القديس انطونيوس عاش في زمن شبيه بالزمن الذي نعيشه اليوم، على الصعيد الديني حيث كانت اوروبا كلها تمر بازمة ايمان خطيرة وهرطقة وانشقاق بين المسيحيين، وحتى بين المسؤولين الدينيين، حاولوا معالجة هذه الامور بالوسائل البشرية الا انهم لم ينجحوا، حاولوا معالجتها بالعنف والقوة لكنهم لم ينجحوا، وبرز اشخاص اعتمدوا القفه الانجيلي والتجرد والصلاة وتجولوا بكل انحاء اوروبا حتى يدعوا المسيحيين للعودة الى اصالتهم والى تقيدهم بالايمان المسيحي ومن ابرزهم كان القديس انطونيوس البادواني، الذي تجول وعلم وبشر، جمع الشعب والمؤمنين حول المسيح ودعاهم للعودة الى اصالتهم وللروح المسيحية".
وقال بو جوده :" هناك افكار خاطئة جدا تنتشر من قبل جماعات تدعي المسيحية وهي بعيدة كل البعد عن المسيحية، ووصلنا، في بلدان مثل اوروبا حيث الثقل المسيحي، الى العلمنة المفرطة الى الالحاد ولم يعد الله يعني شيئا لهم، فقط المادة والملذات الجسدية هي همهم، والسعي الى السيطرة على العالم، واذا لم ننتبه فنحن على هذا الطريق سائرون، علينا ان نصلي كما علمنا القديس انطونيوس وكما كانت حياته كلها حياة شهادة وايمان".
0 comments:
إرسال تعليق