طهران، إيران (CNN)--
أصدر الفاتيكان الأحد بياناً قال فيه إنه البابا يوحنا بولس الثاني "يتابع باهتمام" قضية الإيرانية سكينة محمدي أشتياني، التي تنتظر معاقبتها بـ"الرجم" حتى الموت، بعد إدانتها بارتكاب جريمة "الزنا،" دون أن يستبعد حصول تدخل عبر "قنوات دبلوماسية" لحل القضية.
وقال فابريزيو لومباردي، الناطق باسم الفاتيكان: "البابا على استعداد للتدخل إن طُلب ذلك منه، وهو سيسلك الطرق الدبلوماسية غير العلنية."
وأضاف لومباردي: "البابا يتابع القضية باهتمام وعناية، وموقف الكنيسة معروف بمعارضة عقوبة الإعدام، كما أنها تعتبر الرجم تحديداً من الطرق الهمجية."
وتواجه أشتياني حالياً عقوبة إضافية بالجلد 99 جلدة، بتهمة "انعدام الأخلاق"، بعد نشر صورة امرأة إيرانية بدون حجاب على غلاف إحدى الصحف البريطانية، قالت إنها لأشتياني.
وقالت "اللجنة الدولية لمناهضة الرجم"، في وقت سابق الجمعة، إن السلطات الإيرانية أصدرت حكمها بالعقوبة الإضافية على أشتياني، بعد مشاهدة الصورة التي نشرتها صحيفة "التايمز" اللندنية في 28 أغسطس/ آب الماضي، إلا أن الصحيفة قدمت اعتذاراً، وقالت إن الصورة ليست للمرأة الإيرانية التي تواجه عقوبة الرجم.
وأوضحت الصحيفة أن الصورة لناشطة سياسية تقيم في السويد، تُدعى سوزان هجرات، ويفرض القانون الإيراني على النساء ارتداء ثوب فضفاض يغطي كامل أجسامهن ورؤوسهن.
وكانت الصحيفة البريطانية قد ذكرت أنها حصلت على الصورة، التي قالت في البداية إنها لسكينة أشتياني، من محاميها السابق محمد مصطفائي، الذي حصل على حق اللجوء السياسي في النرويج مؤخراً، إلا أن المحامي أكد لـCNN السبت، أنه ما زال لديه اعتقاد بأن الصورة لموكلته السابقة.
وقالت الصحيفة البريطانية، في بيان الجمعة، إن مصطفائي أبلغها بأن سجاد قادرزاده، ابن موكلته السابقة، والبالغ من العمر 22 عاماً، أرسل إليه رسالة إلكترونية قبل ثلاثة شهور، تتضمن صورتين لوالدته.
وأوضحت أن "إحداهما تلك التي تُستخدم بشكل واسع، ويظهر فيها وجه السيدة أشتياني محاطاً بحجاب يغطي رأسها، أما الصورة الأخرى، والتي استخدمتها التايمز، فتظهر كامل وجه المرأة"، بحسب البيان.
إلا أن سجاد كتب، في رسالة مفتوحة وزعتها اللجنة الدولية لمناهضة الرجم الجمعة، أن محامياً آخر أرسل صورة حقيقية لوالدته، ولكنها لم تظهر في المقال الذي نشرته التايمز.
واختفى مصطفائي دون سابق إنذار، أواخر يوليو/ تموز الماضي، وقالت منظمات حقوقية إنه لجأ للاختباء خوفاً من تعرضه للاعتقال، بعد استجوابه واعتقال أسرته، ليظهر بعد ذلك في تركيا، حيث تم اعتقاله هناك لفترة، قبل أن يتم إطلاق سراحه وتسلميه إلى البعثة الدبلوماسية الأوروبية بأنقرة.
وبعد فراره إلى تركيا ثم انتقاله إلى النرويج، هاجمت أشتياني، محاميها محمد مصطفائي، واتهمته بـ"المتاجرة" بقضيتها، واستغلال اسمها في الترويج لأكاذيب.
وعلى الفور رد مصطفائي بقوله إن موكلته أدلت بهذه التعليقات، بهدف "حماية حياتها"، كما أشار إلى أن عقوبة الإعدام الصادرة بحقها على خلفية اتهامها بقتل زوجها، تم إسقاطها، حيث تواجه المرأة، البالغة من العمر 43 عاماً، عقوبة الإعدام لإدانتها بتهمة "الزنا."
ومنعت السلطات الإيرانية مؤخراً، ابن ومحامي سكينة أشتياني من زيارتها في السجن، رغم أن الأسرة دأبت على زيارتها أسبوعياً منذ اعتقالها قبل أربع سنوات.
0 comments:
إرسال تعليق