نعم ... عقيدتنا "المسيح هو الله"/ مجدى نجيب وهبة


** صارت حلقات مسلسل التكفير والترهيب والقتل والسرقة وحرق الكنائس بإسم الإسلام فى بر المحروسة أشبه بحلقات مسلسل تليفزيونى سخيف وممل ، معاد ومكرر الأحداث .. ممطوط لأسباب لا علاقة لها بالدراما .. ربما تكون الأسباب إقتصادية أو سياسية أو ربما يكون الهدف الوحيد هو شغل وقت الفراغ ..
** فحلقة التكفير فى هذه المرة قد إنفتحت أبواب جهنم عقب نشر تساؤلات الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس حول الأية التى تقول "لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله" وتساءل هل نزلت على الرسول نبى الإسلام أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرأن الشفوى وجعله تحريرى لمجرد وضع شئ ضد المسيحية ؟! ، وقد قوبل تساؤله بهجوم حاد وهياج صارخ من الملل والطوائف الإسلامية ومن الأزهر والصحف الخاصة والحزبية والقومية مما جعل الأنبا بيشوى يصرح بأنه يرفض الإساءة للإسلام وأن حديثه عن إضافة أية قرأنية مجرد تساؤل وليس إتهاما ، وبغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع الأنبا بيشوى فيما يثيره من حوارات تليفزيونية لبعض القنوات الفضائية أو الخليجية ، أو بعض ما يثيره نيافته حول بعض الحوارات الصحفية والتى قد تنشر بطرق ملتوية لإشعال رماد الفتن الطائفية وتحوير كلماته فيما يخدم الفكر الإعلامى للقناة أو الصحيفة ، إلا أننا حذرنا جميع الأباء الكهنة من إستدراجهم فى بعض البرامج المغرضة حيث تنصب لهم حوارات خبيثة تبث خلال الحوار سموم القناة والفكر الخليجى فى حضور الكاهن وهو ما يعطى لرجل الشارع مصداقية فى أفكارهم السرطانية ... ولكن للأسف رفض الجميع سماعنا .
** حذرنا من التعتيم على قضية "كاميليا شحاتة" زوجة الكاهن وكان يكفى عمل مؤتمر صحفي مصغر تعلن فيه السيدة "كاميليا" بأنها ليس لها علاقة بالإسلام لوقف نزيف ثورات الغوغاء التى تنطلق يوميا من بعض الجوامع للمطالبة بعودة "كاميليا شحاتة" إلى حظيرة الإسلام بعد إتهام الكنيسة بإحتجازها بل وطالت تلك الحملة المسعورة قداسة البابا وإتهمت بعض الجهات المخربة الأديرة والكنائس بتخزين السلاح وإحتجاز أبنائها المتأسلمين وتعرضهم للتعذيب والقهر والتنصير الإجبارى على حد زعمهم وهذه الإتهامات قيلت بالنص فى الحوار الذى أجراه "سليم العوا" مع المحاور الإيرانى "أحمد منصور" على قناة الجزيرة الخليجية.
** كما لا ننسى بيان "جبهة علماء الأزهر" المنحلة والمنشور على موقعهم الإلكترونى لمقاطعة مصالح المسيحيين الإقتصادية كمرحلة أولى عقابا لصمت الكنيسة عن مشكلة "كاميليا شحاتة" وتسليمها من قبل جهاز أمن الدولة للكنيسة بعد إشهار إسلامها وتعند البابا فى عدم الرد عليهم .
** لقد أدى تراخى الدولة فى إنتشار هذه الظواهر المنفلتة وصمت الأزهر فى محاسبة من حملوا إسمها حتى فوجئنا فى حملة التطاول على الكنيسة وشعبها صدور بيان يحوى ألفاظاً وعبارات فى قمة السفالة والذين أطلقوا على أنفسهم "جماعة مصر المسلمة – الجناح العسكرى لذبح الأقباط" .. تقول بعض سطور البيان الحنجورى الذى يشبه بعض البيانات الحمساوية للإخوان المسلمين "نسيت الدولة والكنيسة أن مصر دولة إسلامية ، فلما كان منهم ضغط كبير على الدولة لتسليم المسلمين الجدد إلى الكنيسة ليردوهم عن دينهم والإسلام ويحتجزونهم داخل كنائسهم العفنة يعذبونهم ويذيقونهم شتى ألوان العذاب ولما كان منهم أنهم يقومون بتخزين السلاح داخل الأديرة والكنائس قاصدين بها توجيه الأذى للمسلمين وقتلهم ولما كان من تصريحات الأنبا بيشوى بدعوته للإستشهاد والدخول فى مواجهة مع المسلمين ، ومع إستقواء لهؤلاء القبط بالخارج ودعمهم للمواقع القذرة التى تسب الإسلام ورسوله الكريم دون أن يمنعهم أحد ، ومع دعم شنودة القذر لكل ما يحدث فإننا نحن جماعة تطهير أرض مصر من النصارى نوجه تحذير أول وأخير إلى قادة الكنيسة المصريةالقذرة وإلى شعب الكنيسة القذر المؤيد لشنودة وعصابته ، ونحن نرحب بحرب شاملة على النصارى إما أن نفنيهم أو يخرجوا من بلاد الإسلام فهذا نداء أخير إلى شنودة كلب الكنيسة وأعوانه بأن يدخل هو وشعبه النجس إلى جحورهم وإلا لا يلومون إلا أنفسهم .. اللهم فقد بلغنا اللهم فأشهد ... جماعة مصر المسلمة فى يوم 5 / 10 / 1431 " .
** لقد أصابنى الإشمئزاز والقئ والغثيان مما أطلقوا على أنفسهم "عصابة مصر الإرهابية – الجناح الفاشينكى لذبح الأقباط" بعد تلك المسخرة المنشورة على موقعهم والمرسلة عن طريق الإيميل لجميع المواقع وقد تشابه هذا البيان مع الحوار الذى أجراه العوا مع المذيع القطرى على قناة الجزيرة ومع بيان جبهة علماء الأزهر المنحلة فلا فرق بين البيانات الثلاثة ونحن ننشر هذا البيان لكل من يهمه الأمر للحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن وحسنا فعل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حينما أصدر بيانا أعلن فيه أن المعتقدات خط أحمر لكل من تسول له نفسه الإساءة للأخر .
** لم تكن الحملة التكفيرية التى إندلعت كالنار ضد الأنبا بيشوى إلا بروفة وإنذار لمن يجرؤ على التساؤل على كلمة أو عبارة وردت بالقرأن حتى لو كانت تكفر الأقباط!!! علماً بأن قانون الإيمان عندنا نحن المسيحيين " بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الأب ضابط الكل خالق السماء والأرض ما يرى وما لا يرى .. نؤمن برب واحد يسوع المسيح إبن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور ، نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق مساو للأب فى الجوهر ...... " ، فالمسيحيين يؤمنون أن المسيح هو الله وأن الأب والإبن والروح القدس إله واحد .
** لقد حذرنا كثيرا لما يسمى بحوار الأديان أو التقارب بين الأديان ولكن قلنا فليكن الحوار حول مناقب الأديان والبحث عن مناقب الجمال والحب والتلاقى فى جمال الأديان دون التعرض لعقيدة وإيمان الأخر .
** لقد إنطلقت حملة نارية ضد الأنبا بيشوى وهو لم يطعن فى القرأن ولكنه تساءل حول الأية "كفروا الذين قالوا أن المسيح هو الله" وهذا يعنى أن جميع المسيحيين كفار لأنهم يؤمنون أن المسيح هو الله كما أن جميع المسلمين فى نظر المسيحيين كفار لأنهم لا يؤمنون بالسيد المسيح الإله ... لقد سعى الأنبا بيشوى فى محاولة للتقرب إلى بعض الأيات القرأنية التى تكفر الأخر ففوجئ بحملة شرسة تتهمه بالكفر والزندقة رغم ما تعرض له الكتاب المقدس من وقاحة من بعض من يطلقون على أنفسهم لقب أساتذة بمجمع البحوث الإسلامية ، ويعودوا ويعتذروا ثم يعودوا ويكذبون إعتذارهم وبعضهم أطلق على الكتاب المقدس "الكتاب المكدس" فلم تقيم الدنيا ولم نعلن الحرب على الإسلام بل إعتبرنا هؤلاء فى مصاف المرضى نفسيا الذين ليس لهم مكان إلا البحث عن غرفة "بالعباسية" .
** فهل نحن أصبحنا فى مجتمع عنصرى طائفى ، لقد تحدث "العوا" فى حوار لجريدة الدستور عام 2007عقب أحداث قرية بمها بالعياط ومهاجمة المتطرفين منازل ومتاجر الأقباط وتم حرق 27 منزل ومتجر وتم سلبهم وسرقتهم بالكامل .. قال العوا " إن ما يثير المسلمين ويستفزهم هو ضرب الأجراس والمناجيق والصولجان الذى يصاحب الكورال الكنسى ومظاهر الفخفخة فى طقوس الصلاة ، كما أثار العوا إستياءه من بناء قباب الكنائس "!!!! ، فى الوقت الذى لم نسمع قبطى واحد إعترض على كم الميكروفونات التى ملأت قباب الجوامع والزوايا والتى تؤذن بالصلاة مع مطلع الفجر حتى صلاة العشاء بل وتقوم بالدعاء على النصارى وسبهم كما قام البعض الأخر بإتهام الكنيسة بتحريف الكتاب المقدس قلنا لهم إذن إئتونا بالإنجيل الحقيقى .
** لقد جرموا البحث وجرموا الفكر وأصبح إعمال العقل حرام وإن بحثت وكشفت فساد الأصول تصبح مرتدا مهدر الدم لأنك كشفت فسادهم .. علينا أن ندرك أن هناك بعض المغرضين الذين مازالوا يحاولون جرجرة الوطن إلى مستنقع الحروب الطائفية والعودة إلى زمن الفتوحات الإسلامية والخلفاء الراشدين دون أى معرفة عن مستنقع الحروب البشعة فى هذه الأزمنة التى إنتهت ولن تعود .
** لقد أجبر المسيحيين فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب على "وثيقة العار" التى كتبوها على أنفسهم إتقاءً لشر الخليفة والتى تقول " إننا لا نحدث فى مدائننا ولا فيما حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة ايام ولا نظهر شرعنا ولا ندعو إليه أحد ولا نمنع أحد من ذوى قرابتنا من دخول الإسلام إن أراده وأن نوقر بالمسلمين ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس وألا نتشبه بالمسلمين فى شئ من ملابس أو قلنسوة أو عمامة ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف وأن تكون لنا علامة جز مقدماتنا وشد زنار على أوساطنا وألا تظهر صلباننا ولا نضرب بالنواقيس إلا ضعيفا ولا نرفع أصواتنا على موتانا ولا نجاور موتانا بموتى المسلمين فإن خالفنا فى شئ من ذلك فلا ذمة لنا " ..
** كما ذكر عمر بن الخطاب أنه قد أمر بهدم أى كنيسة تبنى بعد الفتح مع عدم تجديد أى كنيسة بعده وإذا ظهر صليب كسر على رأس صاحبه وقد أورد كل ذلك إبن الحكم فى كتابه "فتوح مصر" للخليفة عمر فهل مازال الجهلاء يحلمون بعودة عصر الخلفاء الراشدين الذى بدلته السعودية بمجموعة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" ... لقد تحولوا إلى أصحاب شهوة الدم لتكفير كل من يخالفهم رغم أنهم كانوا أول من خالفوا الرسول علنا بل جعلوا مخالفتهم قرارات تعمل بها حتى اليوم .
** وهكذا إن أنت بحثت فعرفت وعلمت ثم أعلنت الناس بما علمت ستكون أنت من خالف المعلوم بالضرورة ، هم خالفوا نصوص الديان وأنت من خالف الإنسان فيتم حسابك لمخالفتك الإنسان ، فيا له من منطق يليق بأصحاب شهوة الدم والتكفير فإكتشافك أن القاعدة التكفيرية التى شرعت قتل مسلمين يفترض أنهم قد عصموا دمائهم بإسلامهم لا تصلح تشريعا فإنك تكون قد خالفت الخليفة وإجماع الصحابة وتصبح زنديقا تدعى الإسلام ولست بمسلم .
** لقد قرر الخليفة أبى بكر قتال المعارضين لإمارته تحول إلى تشريع مرهب ومرعب ينال من إيمان الناس ليصل إلى رقابهم ويفضح أعراضهم وينتهكها ويستعبد ذرايهم وينهب أملاكهم علما بأن بعض الصحابة قد عارضوا قرار الخليفة بقتال المسلمين المعارضين وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وعندما رأى عمر بطش أبى بكر تراجع عن هذه المعارضة وقال "فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال فعرفت أنه الحق " .. إبن كثير تاريخ 6/311 وتحول عمر بن الخطاب من المعارضة إلى المؤازرة حين رأى الله قد شرع صدر الخليفة للقتال ، غاية القصد منه هو أن الخليفة كان مصرا على قراره رافضا أى تراجع عنه وأن إنشراح الخليفة أبى بكر يعنى ميله التام لفكرة القتال وإستراحة مزاجه النفسى إليها وأنه بهذا الإنشراح المزاجى قرر ثم نفذ وقاتل المسلمين المعارضين وعاملهم معاملة الكافرين بالأسر والسجن وإستنادا إلى هذا الإنشراح تمت موافقة كبار الصحابة على تلك الحرب وهو ما يعنى أن كثير من القرارات التى لبست ثوب القدسية كانت بسبب إنشراحات مزاجية مثل ما دونه البخارى فى صحيحه من أحاديث وإستبعد غيرها فأصبح الرجل مقدسا صاحب كتاب مقدس أجمعوا على أنه أصح كتاب على الأرض بعد كتاب الله .
** لقد قمع أبى بكر الصديق المعارضة بحد السيف أمر بقتل وقتال كل الذين رفضوا دفع الزكاة ومن الطبيعى أن يتساءل المسلم هل كان أبو بكر شخصا مقدسا يمكن أن يضع للمسلمين شرائع جديدة وحدودا جديدة .. ألا يعنى ذلك أن الرسول قد قصر فى تبليغ كامل رسالته فجاء بعده من يستكملها وهو ما لا يستقيم مع مفهوم أى رسالة .
** هنا كانت مهمة فقهاء الحلف لتسويغ الفعل البكرى بعد أن أثبت فاعليته فى قمع المعارضة بالسيف وضرورة التسويغ لهذا الفعل الكبير كانت ضرورة لأزمة لتأكيد شرعية الخليفة فى الحكم رغم هذا الفعل الذى رفض فيه مشورة كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وحارب مسلمين لم يتنكروا لإسلامهم وقاتلهم وقتلهم ومثل بهم ، هنا لم يكن باليد من حل سوى تقديس شخص الخليفة حتى تتقدس أفعاله ويصبح فعله شريعة إسلامية وهو ما يعنى تقديس أشخاص الراشدين الأربعة ثم تقديس أفعالهم التى تحولت إلى شرائع وحدود أضيفت للإسلام وتم تقديسها ورغم ذلك ظهر خلفاء مستنيرين كالمأمون وليس بسبب سادتنا الفقهاء ولا لأن الدولة كانت إسلامية إنما لتفاعل ثقافات شعوب الحضارات المفتوحة وهو ما تشهد عليه إضافات العرب لتلك العلوم التى كانت ، لقد أقاموا منذ الفتوحات الإسلامية للراشدين دولة الظلم والطغيان والقهر لأدمية الإنسان وإذلال كرامة الناس حتى سقوط أل عثمان .
** ويذكر الشيخ يوسف القرضاوى فى كتابه "الإسلام والعلمانية" إن إخطاء المسلمين وإنحرافاتهم على مدار التاريخ إثمها على أصحابها ولا يتحمل الإسلام وزر شئ منها / 23" .. لقد إهتم القرضاوى بالدفاع عن الشريعة وليس الناس لأن أسلافه كانوا هم القائمين عليها فهل أعلن القرضاوى وإعترف باعتراف أخر بأنها كانت دولة الظلم والطغيان وليست العدل والإحسان .
** هل إعتذروا عما حدث لبنى يربوع على يد خالد بن الوليد من مجازر ومحارق فى فتوح العراق وفلسطين ومصر والشام مع ذل الرجال بهتك عرض النساء .
** إن ما يحدث فى مصر الأن لا يخدم إلا النظام الصهيونى بمباركة أمريكية كما أن المناخ فى المجتمع المصرى غير مستقر والحياة الإجتماعية فى حاجة إلى إعادة صياغة وهناك حالة من فقدان الثقة والإعتصامات المتكررة فلا يوجد مستقبل أفضل خاصة أن حركة الإقتصاد المصرى والإستثمار لا يستفيد منها الفقراء والمشاريع الإستثمارية أغلبها مشروعات عقارية وقرى سياحية ومدن جديدة بها القصور والفيلات وهناك بشر فى مصر ربما لا يجدون قوت يومهم مهملون مهمشون يشاهدون إعلانات التليفزيون الملونة وأملهم الفوز بجائزة أو خمسة أرغفة من الخبز كما تبشرهم إعلانات مسحوق الغسيل ونحن البلد الوحيد الذى ترى فيه الشئ ونقيضه جنبا إلى جنب وفى لحظة واحدة ... فهل تكتب النجاة لمصرنا الحبيبة .. فنحن شعب واحد لا فرق بين المسجد والكنيسة فالمسلم يدخل المسجد ويدعو للرب والمسيحى يدخل الكنيسة ويدعو للرب .. ونحن نقول يارب إحفظ هذا البلد أمناً .
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق