الأزهر الشريف ومسلسل الحسن والحسين/ صالح الطائي
لست أول ولا آخر من كتب عن نار الفتنة التي يؤججها الطروحات الاستفزازية لبعض الأعمال الفنية التجارية مدفوعة الثمن التي تعرضها القنوات الفضائية العربية ولاسيما منها الأعمال الدينية التي تعرض في شهر رمضان أو في المناسبات الدينية الأخرى، وكنت مثل غيري أتمنى لو تمكنت الجهات الرسمية العربية والمؤسسات الدينية الإسلامية من فرض هيمنتها على تجار الفن الرخيص لمنعهم من الانسياق وراء جشعهم وطمعهم تحت شعار "الغاية تبرر الوسيلة" وتمنيت التدخل لمنع عرض آخر الأعمال المرتقبة وهو مسلسل (الحسن والحسين) (عليهما السلام) قبل عرضه في شهر رمضان المبارك دفعا للفتنة وحفاظا على ما تبقى من روابط بين طوائف المسلمين، ولكننا مع العد التنازلي لحلول شهر رمضان قطعنا الأمل وتأهبنا للعمل، فجاءت مبادرة الأزهر الشريف بيوم واحد قبل حلول الشهر الفضيل بمنع عرض المسلسل في القنوات الفضائية المصرية بلسما سوف يسهم في تلطيف الأجواء بين الفرق. ولكن إلى أي حد ممكن أن تصل سطوة الأزهر؟ ومن غير المصريين يسمع صوته؟ وهل هناك في البلدان العربية من يستمع لصوت العقل فيأخذ بفتوى الأزهر أم أنهم سيتخذونها ذريعة للتهجم عليه واعتبار قراره أمرا مجحفا يدخل في خانة ما يطلقون عليه تسمية "تكميم الأفواه" وهو الشعار الذي يرفعونه قبالة أي منع أو اعتراض لواحد من المشاريع التخريبية التي يروجون لها مستغلين فسحة الحرية والانفلات؟
جدير ذكره أن هناك خمس قنوات فضائية عربية تعاقدت مع منتجي المسلسل لعرضه في شهر رمضان هي: (MBC ) وروتانا مصرية والتحرير والنهار والحياة. وإذا ما كانت القنوات المصرية مجبرة على الإذعان لأمر الأزهر الشريف بعد أن أكد وزير الإعلام المصري "أسامة هيكل" أنه قام بإرسال خطابات إلى القنوات الفضائية المختلفة التي ستعرض مسلسل في رمضان تنقل لها رفض الأزهر، وتحذرها من عرضه، لكن هل من الممكن أن تذعن قناة (MBC ) للأمر أم أنها بما معروف عنها وعن توجهاتها الطائفية والتخريبية ستهلل فرحا لهذا المنع لأنها سوف تستقطب مشاهدي القنوات الأخرى الذين يرغبون بمتابعة المسلسل فترفع تسعيرة عرض الإعلانات خلال العرض وتحقق مكاسب تحلم بها وتضرب عصفورين بحجر واحد؟
لقد أرضانا التحرك الأزهري ونأمل أن تتحرك المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية الأخرى في النجف الأشرف وإيران والسعودية وتصدر أوامرها بمنع عرض المسلسل وتحرم متابعته ومشاهدته قبل فوات الأوان تجنبا لما سيثيره المسلسل من مماحكات ومشاحنات وخلافات وعصبيات ولاسيما وان المقاطع التي تم عرضها منه تثبت مخالفة المنتجين لفتاوى شرعية سبق وأن صدرت عن الأزهر تحرم تجسيد شخصيات النبي (ص) والخلفاء الراشدين والصحابة (رض) والحسن والحسين (ع) فضلا عن كون المقاطع تثبت بما لا يقبل الشك أن المسلسل يتناول قضية حساسة لأسطورة مكذوبة تعرف بـ "عبدالله بن سبأ" مؤكدا على دورها التخريبي في وقت ترفض فيه شرائح من المسلمين التصديق بوجود مثل هذه الأسطورة في تاريخنا الإسلامي وتؤكد أنها شخصية أختلقها الحكم الأموي ليطعن من خلالها بمناوئيه وأعدائه، وأخيرا محاولة حوارية المسلسل تبرئة يزيد من دم الحسين بل والمساواة بين الإمام الحسين السبط الشهيد ويزيد الفاجر الماكر وهي كلها مخالفات شرعية وأخلاقية يجب التصدي لها.
0 comments:
إرسال تعليق