دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--
شهدت الأزمة الراهنة بين الأزهر أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، والفاتيكان التي تمثل أعلى سلطة دينية في الغرب، مزيداً من التصعيد مؤخراً، على خلفية تصريحات منسوبة لأحد كرادلة "الكرسي الرسولي"، اعتبر الأزهر أنها تعكس استمرار تجاهل الفاتيكان للمؤسسة الإسلامية.
جاء هذا الموقف بعد ساعات على إعلان الأزهر أن عودة العلاقات "المجمدة" مع الفاتيكان، مرهونة بما تقدمه من "خطوات إيجابية جادة، تظهر بجلاء احترام الإسلام والمسلمين"، وفي مقدمتها الرد على رسالة التهنئة التي بعث بها شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إلى بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، بعد ترسميه على كرسي البابوية.
وتناقلت وسائل إعلام مصرية وأجنبية تصريحات لرئيس "المجلس البابوي للحوار بين الأديان" في الفاتيكان، الكاردينال جون لوي توران، أشار فيها إلى ما نشره المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية، الأب رفيق جريش، بأن "الكنيسة المصرية قامت بالرد على تهنئة شيخ الأزهر"، والتي يقول الأزهر إنه لم يتلق رداً عليها حتى الآن.
ورداً على تلك التصريحات، أصدر مكتب شيخ الأزهر، بياناً منسوباً لمستشاره للحوار، الدكتور محمود عزب، تلقت CNN بالعربية نسخة منه الأربعاء، أكد أنه يأتي بهدف توضيح "بعض الحقائق التي نكررها دائماً، ويغفلها المسئولون في الفاتيكان، وخصوصاً الكاردينال توران."
وأكد مستشار شيخ الأزهر في بيانه أن "الأزهر مع مركزه للحوار، يتحاور مع كل الراغبين في الحوار، داخل الوطن وخارجه، ولا يستثني أحداً مادام الحوار سلمياً قائماً على الاحترام المتبادل، مع التزام آدابه وقواعده، والأزهر أدرى بها، إذ هي من صميم روح الإسلام."
وتابع البيان أن الأزهر يتحاور "مع المسيحيين في العالم كله، وفي مقدمتهم الكاثوليك في كل بلاد الغرب، أما الكاثوليك المصريون، فهم عضو أساسي في (بيت العائلة المصرية) وفي حوار عملي بنَّاء على أرض الواقع في وطننا العزيز، ولا علاقة لهم بموضوع الخلاف مع الفاتيكان."
وألمح البيان إلى أن "الأزهر يرصد بعض مواقف الفاتيكان تجاه الإسلام... والتي تتميز بروح أقرب إلى الخصومة ومجافاة الحقائق التاريخية، منها إلى الوئام وروح التقارب المنتظرة من الحوار، ولذا فقد علق الأزهر الحوار منذ فبراير (شباط) 2011 وحتى الآن."
وأوقف الأزهر الحوار مع الفاتيكان، في أعقاب تصريحات للبابا السابق، بندكتس السادس عشر عام 2006، اعتبر فيها أن الدين الإسلامي "يرتبط بالعنف"، وتعرضت محاولات استئناف الحوار بين المؤسستين الدينيتين لضربة جديدة عام 2011، بعد مطالبة بابا الفاتيكان بحماية الأقباط في مصر، عقب تفجير كنسية "القديسين" بالإسكندرية.
إلا أنه وبعد ترسيم البابا فرانسيس الأول، بعث الدكتور أحمد الطيب برسالة تهنئة باسم الأزهر، وهي الرسالة التي اعتبرتها الفاتيكان "مبادرة سلام" من قبل الأزهر، إلا أن شيخ الأزهر لم يتلق رداً رسمياً من بابا الفاتيكان على رسالته حتى اللحظة، بحسب البيان.
0 comments:
إرسال تعليق