لكى نضع أقدامنا على طريق الله لابد من الإيمان أولا ‘ كما يقول الكتاب " واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون باسمه." يو1: 12‘ وأيضا " لانكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من اعمال كيلا يفتخر احد. " اف3: 8 ‘ وبطبيعة الإيمان المسيحى لابد من ترجمة هذا الإيمان الى أعمال صالحة فالإيمان بدون أعمال ميت كقول معلمنا يعقوب الرسول يع2: 20‘ وهو السلوك المسيحى للمؤمن فى الحياة ( الإيمان العامل بالمحبة). وسلطان الله الذى أعطاه للمؤمنين به حتى يصيروا أولاد الله أو بتفسير القديس بولس الرسول" اذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته." اف1: 5. بالميلاد الثانى ‘ وهذا غير الميلاد الجسدى الأول ‘وقد حدده الرب يسوع لنيقيديموس " اجاب يسوع وقال له الحق الحق اقول لك ان كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله." يو3: 3‘ ولم يفهم نقيديموس معنى الميلاد من فوق كما نطقها الرب الذى قال عنه " نعلم انك قد اتيت من الله" يو3: 2‘ فظن انه يدخل بطن أمه ثانية ‘ ولكن سرعان ما أوضحها له الرب بقوله" الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله." يو3: 5‘ واكمل الرب تفسيرة " المولود من الجسد جسد هو ( الميلاد البشرى) والمولود من الروح هو روح ( هذا هو الميلاد الثانى)"يو3: 6.
وعندما نضع أقدامنا على طريق الله بالإيمان نبدأ فى طاعة وصايا الله الخلاصية كقوله:
1- " كل من آمن وأعتمد خلص . ومن لم يؤمن يدن."مر16: 16.
2 - " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس."مت28: 19. 3- " كما احب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لاجلها.لكى يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة. لكى يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ‘ لا دنس فيها ولا غضن ‘ أو اى شيئ من متل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب." أف5: 25-28.
4-" لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم يسوع وبروح الهنا."1كو6: 11‘ ولاحظ هنا أهمية الميلاد من الماء والروح (غسلنا بدمة من خطايانا ‘ قدسنا أى كرسنا وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه‘ تبررنا باسم يسوع المسيح ونلنا التبنى ‘ وبروح الهنا أى أصبحنا هيكلا لروحه القدوس) .
الميلاد الثانى هو ميلاد المؤمن من الروح القدس الذى يجدد طبيعتنا ‘ويجعلنا خليقة جديدة كما ارادها الله فى البداية عندما خلق الانسان – على صورة الله ومثاله – بمعنى ان سر المعمودية هو هبة الروح القدس للإنسان ‘فان الماء والروح فى سر المعمودية يلده ثانية ويقدسة وينقيه ‘ ومسحة الميرون تمنحه ثباتا وتهبه حلول الروح القدس‘ وكقول الكتاب هذه المسحة ثابتة فيكم ولا يستطيع أن ينتزعها منكم ‘ وسميت أيضا بختم الله الآب. وبالعماد من الماء والروح مع مسحة التثبيت ‘ نكون قد نلنا ثمار الصليب وموت ابن الإنسان ‘ فبدمه الكريم يتحقق الفداء والخلاص للمؤمنين من البشر‘ لأنه بموته انتصر الرب لنا على الشيطان واعطانا سلطانا على الحيات والعقارب وقوات العدو وكل الآيات تتبع المؤمنين ‘ ونكون ساكنين تحت ستر العلى ‘ وانتصر على الصليب على الموت لحسابنا " اين شوكتك ياموت أين غلبتك ياهاوية " وللمولدين ثانية ليس عليهم الموت الثانى الذى هو العذاب الأبدى وبحيرة النار المتقده ‘ وانتصر الرب لنا على الخطية " كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لان زرعه يثبت فيه ولا يستطيع ان يخطئ لانه مولود من الله."1يو3: 9 ‘ وماذا يحدث لو أخطأنا " وان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار.وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا العالم ايضا." 1يو2: 1و2. "فان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم." 1يو1: 9.
وقد أوضح لنا القديس بطرس الرسول أهمية الميلاد الثانى وثماره " مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ فى السموات لأجلكم .انتم الذين بقوة الله محروسين بايمان لخلاص مستعد ان يعلن فى الزمان الأخير."1بط1: 3-5.
هذا هو وعد الله لكل من يؤمن به" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16‘ وأيضا " الذى يؤمن به لا يدان والذى لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد."يو3: 18 ‘ وكقول الله لمرثا أخت لعازر" ألم أقل لك ان آمنت ترين مجد الله. " يو11: 40 وقبلها قال لها" من آمن بى ولو مات فسيحيا . وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد." يو11: 25 و 26. وعلمها لنا القديس بولس الرسول " اذا لا شيئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح." رو8: 1.
ولابد ان نفرق بين معمودية يوحنا التى تمت بالماء لأنها معمودية التوبة من الخطايا والإستعداد للخلاص‘وبين معمودية السيد المسيح حسب قول يوحنا" انا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذى يأتى بعدى ( أى المسيح) سيعمدكم بالروح القدس ونار ." مت 3: 11‘ لأن معمودية الماء والروح التى هى معمودية المسيح فلها قوة غفران الخطايا لأنها تمنح بالماء والروح القدس. وعن المعمدية يعلمنا القديس بولس الرسول" وبه أيضا – المسيح – ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح ‘ مدفونين معه فى المعمودية التى فيها أقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذى أقامه من الأموات."كو 2: 11و12‘فليست المعمودية كما يظن البعض انها إشهارالإيمان ‘ ولكنها ميلادا روحيا جديدا ‘ كما إعتادت كنيستنا منذ القديم أن تمنح الأطفال سر المعمودية وسر الميرون وسر الافخارستيا (الشكر) فلو كانت هذه الاسرار فقط لاشهار الإيمان وليست نعما فعالة لحياة الانسان لما كان لها ضرورة للأطفال ‘ وكقول القديس يوحنا ذهبى الفم فى تفسير انجيل متى " هكذا فى المعمودية أيضا فبالشيء الحسى تحصل منحة الماء ‘ أما المتمم فعقلى أعنى الولادة والتجديد."
ومفعول سر المعمودية ومسحة الميرون ليست لإنماء الإيمان فقط بل منح وهبة النعمة ‘ فيها يتطهر الانسان ويولد ثانية ويتجدد وتغفر خطاياه ‘ وبها يقبل الروح القدس ‘ وبها يتحد فى المسيح ويثبت فيه ويحيا الى الأبد . وقد ثبتها فينا ولنا القديس بولس الرسول كختم روح الله القدوس : 1- " الذى فيه أيضا اذ آمنتم ختمتم بروح الموعد المقدس.اف1: 13.
2- " ولكن الذى يثبتنا معكم فى المسيح وقد مسحنا هو الله الذى ختمنا أيضا وأعطى عربون الروح فى قلوبنا." 2كو1: 21 و 22.
3- " لا تحزنوا روح الله القدوس الذى به ختمتم ليوم الفداء." اف4: 30. وكقول القديس كيرلس الاورشليمى:" ان الروح القدس فى المعمودية يسم النفس ويمنح ختما ترتجف منه الشياطين خوفا. ختما سماويا والهيا."
ولسر المعمودية الأولوية فى كل الأسرارالسبعةالمقدسة ‘لأنه بمثابة باب يدخل منه المؤمن الى طريق المسيح وملكوت النعمة تنفيذا لقول الرب " ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله." يو3: 5‘ ولذلك هو أول سر يمنح للمؤمن قبل أى سر آخر ‘ ومن لايقبله ليس له الحق فى باقى الأسرار.
وفى سر المعمودية عين الرب لميلادنا الثانى الماء حسب قول القديس حبيب جرجس فى كتابه العظيم " اسرار الكنيسة السبعة لأن: 1- لأن الماء يغسل الأقذار.والمعمودية تنقى من جميع خطايانا.
2- الماء يجدد وينعش الجسم. والمعمودية تحيى خواص النفس.
3- لأن الماء قوام الحياة. والمعمودية تمنح الخلاص.
4- لأن المعمودية مثال موت المسيح ودفنه ‘ولابد أن نماثله فى دفنه‘ ولا سبيل لذلك الا بالدفن فى الماء فى جرن المعمودية ‘ كقول الرسول" اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت. حتى كما أقيم المسيح من الاموات بمجد الآب. هكذا نسلك أيضا فى جدة الحياة‘ لانه ان كنا قد صرنامتحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته." رو6: 4 و 5. " ومبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى (الميلاد الثانى) – المعمودية والتوبة - .هؤلاء ليس للموت الثانى –النار الأبدى - سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه الف سنة. " رؤ20: 6. آمين .
0 comments:
إرسال تعليق