توجه سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الإسلامي العربي برسالة رد على ما بثته قناة العالم الايرانية من تشويه وتحريف وتحريض لرسالته .
قال الله عزوجل في محکم کتابه المبين: (ومن يتوکل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لکل شئ قدرا). نحن ومن خلال موقعنا الإسلامي ، لن نخطو خطوة واحدة ولانبادر بأي نشاط او تحرك إلا بعد التوکل على الله العلي القدير ومنه التوفيق، لأننا ننطلق دائما على أساس جعل رضاه فوق کل أمر و إعتبار آخر، ومن هنا فإننا و بعد التوکل عليه عزوجل والتوفيق منه قمنا بنشر رسالتنا التي کانت موجهة لليهود کأتباع ديانة و ليس الى إسرائيل کما حاول و يحاول البعض من اولئك الذين يريدون خلط الامور ببعضها و التصيد في المياه العکرة أن يصوروا خلاف ذلك، علما بأننا قد أصدرنا بيانات أخرى موجهة للمسيحيين بنفس الاتجاه و المعنى وبالاستناد على أسس و مبان شرعية.
لقد إنطلقنا من رسالتنا آنفة الذکر التي نتمسك بها و ندعو إليها دونما خوف او وجل من أمر الله سبحانه و تعالى في القران الکريم عندما قال: (قل يا أهل الکتاب تعالوا الى کلمة سواء بيننا و بينکم ألا نعبد إلا الله و لانشرك به شيئا)، واليهود کما نعلم جميعا من أهل الکتاب ويشملهم تماما هذه الدعوة القرانية ولسنا نعتقد أبدا بأن وجود اسرائيل يمنع او يحول دون توجيه هذا النداء لليهود، کما ان رسالتنا قد إنطلقت أيضا من عقيدتنا الاسلامية التي نؤمن و نعترف من خلالها بأنبياء الله و کتبهم و رسالاتهم و من کتاب الله الذي يؤکد على وجود قساوسة و رهبان مؤمنين و صالحين، واننا وفي ظل ماحدث و يحدث من عنف و حروب عبثية و عنف و إرهاب مفرطين يهيمن و يسود في عالم اليوم توجهنا برسالتنا الى اليهود کأتباع ديانة سماوية و المسيحيين کأتباع ديانة سماوية و قمنا بتطبيق ماأمر به ديننا من أجل أن نساهم و من خلال جهد جماعي بالوقوف ضد منطق العنف و القسوة و الارهاب وسفك الدماء الذي بات يفرض نفسه بشکل او بآخر على بقاع من العالم و يوغر الصدور ويملأها عنفا و کراهية، لکن يبدو أن البعض من أصحاب النفوس المريضة و النوايا الشريرة سعوا من أجل أن يفسروا و يؤلوا بياننا بشکل مختلف تماما للذي نقصده وکأنهم يرومون التصدي لدعوة القران و الاسلام لأغراض و أهداف سياسية ضيقة مکشفة و معروفة ومفضوحة وان يبادروا بنفس الوقت الى تفسير المضامين الرسالية لرسالتنا بصورة سلبية و يلمحوا من خلال ذلك الى معان و مقاصد اخرى کي يستمروا بنشر حقدهم و نشر ثقافة الموت و الحقد و الکراهية و العنف، واننا نؤکد مرة أخرى أن کلامنا في البيان کان موجها لليهود کأتباع ديانة و ليس الى إسرائيل کدولة مطلقا تماما کما کان الحال في خطابنا الذي وجهناه للمسيحيين، واننا قد منحنا أهمية خاصة لبياننا بأن نشرناه بصورة علنية بالصوت و الصورة کي نعطي إنطباعا بإيماننا بما نقوله و قناعتنا التامة به والهدف منه هو تبليغ رسالة الله القائمة على المحبة و الايمان و العيش بسلام بعيدا عن السياسة و أهدافها و غاياتها المشبوهة و الخبيثة.
اننا إذ نعلن رفضنا الکامل لتفسير رسالتنا بسياق و إتجاه سياسي مغاير تماما للمعنى و الاعتبار الاصلي الذي توخيناه، فإننا نرغب بتذکير هؤلاء وتحديدا قناة العالم التابعة لنظام ولاية الفقيه من الذين حاولوا وعن سابق قصد و إصرار إعطاء معنى و تفسيرا مشبوها لرسالتنا، بتلك المصافحة التي تمت بين الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي و الرئيس الاسرائيلي السابق موشيه کاتساف، فهل صار خاتمي بذلك اسرائيليا مثلا؟ ولماذا لم تخونه قناة العالم و تثير ضجة على ذلك؟ واننا نود الفات الانظار أيضا الى أن هناك في إيران و المغرب و تونس جاليات يهودية تقوم بنشاطات و تحرکات مختلفة، فهل هي أيضا ممنوعة و يجب أن تدان و تفسر بطرق و اساليب في غير محلها؟ لکننا نعلم جيدا أن الذي تفعله قناة العالم معنا انما يصب في خانة تصفية الحسابات لکوننا معارضين للنظام ولاية الفقيه و لمن تبعه و سايره.
واخيرا نجد من الضروري جدا التأکيد وبقوة على أن ماقد صدر منا انما کان دعوة ورسالة صادقة تستند على الاسلام و ليست تجارة بالدين او تسييسا له کما يفعل البعض.
في الختام نضع بين ايديكم رابط خبر قناة العالم
http://www.alalam.ir/news/1674714
0 comments:
إرسال تعليق