بادئ ذي بدء، أتوجه إليكم يا أصحاب السماحة وأيها الإخوة والاخوات الأفاضل بتحية سلامية مسيحية ومريمية في هذا الشهر الفضيل أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات.
ما أجمل أن يجتمع الإخوة معاً تحت سقف واحد وما دعوة القوات اللبنانية لهذا الإفطار إلا تجسيد للمحبة التي تجمع ولا تفرق، تقبل الآخر كما هو ولا تفرض عليه ما لا يقبله. رغم كل الحروب والمآسي التي نشهدها في عالمنا المعاصر ما زلنا نصرّ على العيش معاً وعلى نبذ الفرقة والتطرف.
هل تتصوّرون شرقاً خالياً من صوت المسيح، أم غرباً خالياً من صوت نبي الرحمة؟
خالياً من الآخر الذي يغتني ويغني.
فلا والله هذا من المحال لأن المقصود من هذا الخواء وهذا الدمار هو الإسلام الصافي من كل تطرّف، إسلام السلام والمسيحية التي نشرت المحبة وثقافة الحياة.
ونحن على العهد باقون، معاً نواجه كل تطرّف لأنه شواذ وغريب عن مجتمعاتنا التي نمت على الإعتدال وأواصر الإلفة والمحبة فيما بينها. هذه الموجة موجة التطرّف مهما عظمت وكبرت فإنها سوف تندثر على أسوار اعتدالنا ومحبتنا لبعضنا البعض. فلا يصح إلى الصحيح وسوف نبقى معاً نواصل إختبارنا الإنساني لم فيه خير البشرية جمعاء.
ففي لقائنا حياة وفي تفرقنا ممات.
أيها الإخوة والاخوات الأفاضل، أنقل إليكم محبة سيدنا المطران أنطوان-شربل طربيه، مطران المسلمين قبل المسيحيين في هذا البلد المعطاء اوستراليا، وهو يشدّ على أزركم لتواصلوا العمل معاً لما فيه خير اوستراليا ووطننا الحبيب لبنان.
أعاننا الله لنكون معاً رسلاً للإسلام الحقيقي البعيد كل البعد عن التطرّف والحقد ونبذ الآخر. تقبّل الله صومكم وصلاتكم ونضم صلاتنا مع صلاتكم ليتقبل الله كل أعمالنا الصالحة لنكون خير مثال للتضامن والتآزر والعيش معاً في عالمٍ يشوّه صورتنا الأصيلة التي خلقنا الله عليها. شهر رمضان هو شهر المحبة والتلاقي ونتمنى أن تزول هذه الغيمة السوداء عن منطقتنا العربية ويعمّ السلام والوئام على العالم أجمع.
أختم كلامي كما بدأته بسلام المسيح وأمه مريم أم المؤمنين لكي ينيروا قلوبنا ويسدّدوا خطانا على دروب الاعتدال والألفة والمحبة لما فيه خير البشرية جمعاء. آمين.
0 comments:
إرسال تعليق