العربية ـ القاهرة - مصطفى سليمان
تقدم الأنبا يوحنا قلتة، ممثل الكنيسة الكاثوليكية بالجمعية التأسيسية لإعداد الدستور المصري الجديد، باعتذار للمسلمين والمسيحيين عن الفيلم المسيء للرسول، في لفتة تؤكد عمق العلاقة بين مسيحيي مصر ومسلميها.
وجاء اعتذار قلتة خلال اجتماع الجمعية التأسيسية أمس الثلاثاء، بحسب وكالة أبناء مسيحي الشرق الأوسط. ويعد هذا الاعتذار أول إجراء عملي من مسؤول كنسي في مصر لرأب الصدع بين المسلمين والمسيحيين في مصر بعد أزمة الفيلم المسيء الذي تشير معلومات الى أن قلة من أقباط المهجر قد أنتجوه.
وقال الأنبا يوحنا قلتة الذي يشغل منصب نائب البطريركية الكاثوليكية في تصريحات لـ"العربية.نت": "ما أردت قوله إن الإسلام والمسيحية سيظلان عرضة للنيل منهما. فلا المسلمين ولا المسيحيين يمثلون ثلثي العالم، إذ إن ثلثي العالم لا يدينون بأي دين، وهناك موجة عاتية من الإلحاد تجتاح العالم".
وأضاف: "يجب علينا نحن أصحاب الديانات أن نترفع عن الدخول في مثل هذه المهاترات، وأن نعمل على الحفاظ على ثوابتنا ولا ننجر لهذه التفاهات ونخرب في بلادنا.. فالخطر القادم هو محاولات زعزعة إيمان المؤمنين بكل الأديان. وهذا ما يجب أن نتصدى له بكل قوة".
رؤية مسيحية للرسولوعاد قلتة وكرر: "نعم نشجب وندين ونحتج ولكن بأسلوب حضاري، فالتخريب الذي حدث في العالم الإسلامي ضد السفارات الأجنبية لن ينفع المسيحية ولا الإسلام، ولهذا وجدنا في الكنيسة الكاثوليكية أن أفضل رد عملي هو عقد اجتماع قريب مع شيخ الأزهر لإصدار وثيقة سنقدمها للأمم المتحدة تجرّم ازدراء الأديان".
ومن جانبه أكد الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية لـ"العربية.نت" أن إصدار وثيقة من الأمم المتحدة تطالب باحترام الأديان كان مطلباً تتبناه الكنيسة الكاثوليكية منذ 10 سنوات، مضيفاً: "حان الوقت للقيام بخطوة عملية نحو تحقيقه".
وأوضح يوحنا قلتة أن "ما يتعرض له الإسلام ورسول الإسلام من إهانات بين الحين والآخر دليل على حيوية هذا الدين، وتؤكد أن العالم مهتم بشؤون الرسول وتاريخه، فلا نحزن ولا نخرب في بلادنا، فالأديان كالجبال لا يهزها من رمى عليها الحجارة".
وأشار إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار حالات الإساءة للدين المسيحي التي تنتهجها بعض الفضائيات والتصدي لهذه الظاهرة ايضاً.
يُذكر أن قلتة كتب مقالاً عام 2001 في صحيفة الأهرام بعنوان "رؤية مسيحية للرسول" تم ترجمتها إلى عدة لغات وأثارت ضجة عالمية وصلت الى حد تكفيره من بعض التيارات المسيحية المتشددة.
0 comments:
إرسال تعليق