الفصل من إنجيل معلمنا متى الإنجيلى والبشير الإصحاح 18 ‘ تضمن فصل من تعاليم السيد المسيح والتى تخص سلوك المؤمن المسيحى فى هذه الحياة ‘ وكيف يعد نفسه لملكوت السموات ‘ حتى وهو على الأرض ‘ فالبداية من هنا ‘ وكل وصايا الله فى الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو الجديد واحدة لا تغيير فيها ‘ ولكن فى عهد النعمة والحق أي العهد الجديد ‘ عهد الميلاد الجديد من الماء والروح أعطاها الرب طعم الملكوت ‘ فيقول هاملكوت الله داخلكم ‘ فالتغيير واجب والسلوك المسيحى ضرورى فى حدود تعاليم الرب لنا.
من هو الأعظم؟
وفى الأحد الثانى لشهر أبيب يقرأ هذا الفصل من الإنجيل (إصحاح 18والأعداد من 1الى 9 ), ويبدأ الإصحاح هكذا" وفى تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو الأعظم فى ملكوت السموات . فدعا يسوع اليه ولدا واقامه فى وسطهم وقال.الحق أقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات."
والسؤال معناه من هو الأعظم والمستحق فينا حتى يدخل ملكوت السموات؟ أو من هو الأعظم فينا فى ملكوت السموات ؟ ولعل الرب له المجد فى إجابته المختصرة عليهم قد صحح المفهوم بأنه عليكم أن تسألوا من فينا يستحق أن يدخل ملكوت السموات ؟ بدل البحث عن الأعظم وكأنهم ضمنوا الملكوت .
والحقيقة أن هذا السؤال هو محور مأساة البشرية , لأن أغلب الناس تبحث عن عظمتها أولا , الكل يبحث عن مجده الدنيوى ووضعه الإجتماعى والأدبى‘ فالكل يتصارع فى هذا الزمان عن تعضيد ماليته وتكبيرها , من أجل توطيد أقدامه فى المجتمع حوله , فيعمل الكثيرين حسابه فى الدخول والخروج , وفى المناصب البعض يبيع إلهه من أجل منصب رفيع.
وكلمة الأعظم تعبير عن الكبرياء والإستكبار , والتلاميذ رغم تلمذتهم للرب , أصابهم هذا الداء أبضا , وهم يعلمون ان الكبرياء سبب سقوط الملاك العظيم ليصبح شيطانا , عندما قال فى قلبه" اصعد الى السموات ارفع كرسى فوق كواكب الله واجلس على جبل الإجتماع فى اقاصى الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب . اصير ممثل العلى."إش14: 13و14
والإستكبار أسقط آدم وحواء عندما صدقا الشيطان بقوله " فقالت الحية للمرأة لن تموتا . بل الله عارف انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر."تك3: 4و5
وهكذا سقطت البشرية كلها وورثنا الخطية والفساد والموت ‘ حتى وعد الرب الإله بخلاصنا فى وعده "بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية ."تك 3: 15, وهو الوعد الذى تحقق فى شخص السيد المسيح الجالس بين صفوف تلاميذه الآن يستمع لسؤالهم وكأنهم لم يتعلموا شيئا ‘ ولكن ليفهم القارئ أن هذا حدث لأسباب:
1- هم بشر فى المقام الأول.
2- أشياء كثيرة كانت مخفية عنهم لحين القيامة.
3- لم يكن قد إمتلأوا بالروح القدس بعد , بدليل أن القديس متى البشير وكان من ضمن من سألوا الرب ,قد أفرد إصحاح 13 بالكامل من إنجيله جمع فيه أقوال الرب عن ملكوت السموات .
كان الرب يعلم مايدور فى أذهان التلاميذ , ففى إنجيل معلمنا مرقس البشير يقول الكتاب " وجاء الى كفر ناحوم وإذ كان فى البيت سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم فى الطريق. فسكتوا لأنهم تحاجوا فى الطريق بعضهم مع بعض فى من هو أعظم. مر9: 33و34
وأيضا فى إنجيل معلمنا لوقا " ودخلهم فكر من عسى أن يكون الأعظم فيهم ." لو9: 16 , والعجيب بعد أن افهمهم الرب عن الطريق الموصل للملكوت ‘ يذكرلنا معلمنا متى فى إصحاح 20 الحدث التالى:
" حينئذ تقدمت أم ابنى زبدى(يعقوب ويوحنا) مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا. فقال لها ماتردين .قالت له قل أن يجلس ابناى هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار فى ملكوتك. مت20: 20و21 , " فلما سمعا العشرة اغتاظوامن أجل الأخوين.مت20: 24 " , وأيضا نرى القديس بطرس بعد قيامة الرب من الأموات وتأكيد الله له على بحيرة طبرية , بان يرعى غنمة 3 مرات , يقول الكتاب فى يوحنا 21 : 21 وقد نظر يوحنا الحبيب يتبعهما " فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع يارب وهذا ماله ؟." سؤال واسلوب غريب عن بطرس تلميذ الرب .
فى تلك الساعة
لماذا قال الكتاب فى تلك الساعة , أى ماسبب هذا التحديد :
1- قبل ذلك مباشرة فى نهاية إصحاح 17 : 24.. " عندما سأل الذين يأخذون الدرهمين بطرس ألا يدفع المعلم الضريبة ‘ ولما حاول بطرس التملص من الرد عليهم , قال له الرب لئلا نعثرهم (البنون الأحرار) اذهب الى البحر وألق صنارة والسمكة التى تطلع اول خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارا فخذه واعطهم عنى وعنك(قيمة الإستار 4 دراهم) ربما تسائل التلاميذ ولماذا بطرس.
2- قبلها فى أول اصحاح 17 يقول الكتاب " ..أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين ...وعندما حدث التجلى بطرس كان هو الذى قال " يارب جيد ان نكون ههنا. فان شئت نصنع 3 مظال."مت17: 1و4
3- وفى مت 16 كان بطرس أيضا هو الذى أخذ الإستعلان الإلهى من الآب السماوى بأن يسوع هو ابن الله الحى , ونال عن ذلك تطويب الرب , كما أعطاه الوعد بأن إيمانه هذا سيكون الصخرة التى سيبنى عليها كنيسته " فلماذا بطرس أيضا؟
4- عندما تحدث الرب فى مت 15 عن التطهير بقوله ان الخارج من الفم هو الذى ينجس الإنسان أى الأفكار الشريرة التى تخرج من القلب , كان بطرس هو الذى سأل الرب بأن يفسر لهم هذا المثل , أيضا بطرس .
5- كان بطرس كما ورد فى مت 14 هو التلميذ الذى سأل الرب ومشى معه على الماء.
تعليم المسيح
الآن قد جائت الساعة للسؤال ‘ وقد أجابهم الرب يسوع عن هذا الفكر بكل صراحة فى مت 20":
أ- بل من أراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما .
ب- ومن أراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا.
ج- لا تكونوا مثل رؤساء الأمم الذين يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم.
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات :
واستخدم الرب لفظة لن بالجزم كما قال لنقيديموس فى يوحنا 3: 5 من نفس الإصحاح" ..ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله."
إذا وصية الله لهم واضحة وقاطعة بالنسبة لدخول ملكوت السموات ‘ ولكن الرب وهو علم فكرهم أراد أن يقطع الشك باليقين فى أذهانه, فأقام ولدا وقال لهم "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات , فالأمر ليس خاصا ببطرس لأنه كان أول من أنكره أمام جارية ‘ ولكن الأمر يتعلق بنقاوة فكر وعقل وقلب الولد ‘ فلا بد لنا جميعا ان نرجع عن خطايانا ونتوب عنها فيتنقى العقل والقلب ونصير فى فضائل وقامة هذا الولد , فنجد السموات مفتوحة أمامنا.
فضائل الأولاد التى يريدنا الرب ان نصير مثلها:
1- فضيلة التسليم فالولد يعيش فى حضن أباه وأمه , يلعب هنا وهناك مطمئنا لوجود أبوه وأمه يقبل منهم الطعام الذى يأكلونه ولا يسأل كوصية الرب ان لا نهتم بماذا نأكل ونشرب ونلبس , أبوه يعطيه كل هذا بلا سؤال. كذلك الولد بمجرد ان تجلسه أمه فى كرسيه فى العربية وتسوق به , ينام نوما عميقا ولا يسأل الى أين ولا يعرف القلق , أبوه وأمه سيوصلانه الى الأمان‘ وهكذا يجب يكون إيماننا.
2- الولد لايعرف الكبرياء , لايفرق بين غنى وفقير , لا يشغله مجد العالم, عنده البساطه , كله محبه لا يعرف غيرها.
3- يكون حياته بالتعليم والتلمذه ولا يتوقف عن كلمة ليه إلا إذا إكتمل تعليمه , ويقول العلماء اليوم بأن أحسن سن للتعليم إعتبارا من 3 سنين.
4- الولد لديه فضيلة الوداعة والطاعة والتسامح بأقصى سرعة , والإيمان بكل ثقة , فلو قلت له تعال نصلى لله من أجل سقوط المطر سيحضر لك ومعه شمسية.
كل هذه الفضائل فى قامة ملء المسيح
1- هو الذى قال " تعلموا منى فإنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.مت11: 29
2- وهو الذى قيل عنه " لا يصيح ولا يخاصم ولا يسمع احد فى الشوارع صوته . قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ. إش42 ومت 12: 19
3- وقالت عنه النبوة " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه. إش53: 7
4-و قال الكتاب عنه" الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله . لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس .وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب ."فيبى2: 6-8
فالفضائل التى تملئ قامة السيد المسيح هى التى تملئ قامة الولد ‘ولذلك وجب علينا التمثل بربنا يسوع المسيح فى كل فضائله ‘ ولا ننسى قول النبى عنه" لأنه يولد لنا ولد .ونعطى إبنا وتكون الرئاسة على كتفيه ."إش9:6
هل أجاب الرب عن السؤال المحير؟ ‘ وهل عرفنا من هوالعظيم الذى سيدخل ملكوت السموات؟
فى هذا الزمن الفاسد علينا ان نرجع ونصير فى مثل فضائل الأولاد حتى يكون لنا مكان فى ملكوت الله. ولربنا المجد الدائم الى الأبد. آمين
من هو الأعظم؟
وفى الأحد الثانى لشهر أبيب يقرأ هذا الفصل من الإنجيل (إصحاح 18والأعداد من 1الى 9 ), ويبدأ الإصحاح هكذا" وفى تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو الأعظم فى ملكوت السموات . فدعا يسوع اليه ولدا واقامه فى وسطهم وقال.الحق أقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات."
والسؤال معناه من هو الأعظم والمستحق فينا حتى يدخل ملكوت السموات؟ أو من هو الأعظم فينا فى ملكوت السموات ؟ ولعل الرب له المجد فى إجابته المختصرة عليهم قد صحح المفهوم بأنه عليكم أن تسألوا من فينا يستحق أن يدخل ملكوت السموات ؟ بدل البحث عن الأعظم وكأنهم ضمنوا الملكوت .
والحقيقة أن هذا السؤال هو محور مأساة البشرية , لأن أغلب الناس تبحث عن عظمتها أولا , الكل يبحث عن مجده الدنيوى ووضعه الإجتماعى والأدبى‘ فالكل يتصارع فى هذا الزمان عن تعضيد ماليته وتكبيرها , من أجل توطيد أقدامه فى المجتمع حوله , فيعمل الكثيرين حسابه فى الدخول والخروج , وفى المناصب البعض يبيع إلهه من أجل منصب رفيع.
وكلمة الأعظم تعبير عن الكبرياء والإستكبار , والتلاميذ رغم تلمذتهم للرب , أصابهم هذا الداء أبضا , وهم يعلمون ان الكبرياء سبب سقوط الملاك العظيم ليصبح شيطانا , عندما قال فى قلبه" اصعد الى السموات ارفع كرسى فوق كواكب الله واجلس على جبل الإجتماع فى اقاصى الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب . اصير ممثل العلى."إش14: 13و14
والإستكبار أسقط آدم وحواء عندما صدقا الشيطان بقوله " فقالت الحية للمرأة لن تموتا . بل الله عارف انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر."تك3: 4و5
وهكذا سقطت البشرية كلها وورثنا الخطية والفساد والموت ‘ حتى وعد الرب الإله بخلاصنا فى وعده "بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية ."تك 3: 15, وهو الوعد الذى تحقق فى شخص السيد المسيح الجالس بين صفوف تلاميذه الآن يستمع لسؤالهم وكأنهم لم يتعلموا شيئا ‘ ولكن ليفهم القارئ أن هذا حدث لأسباب:
1- هم بشر فى المقام الأول.
2- أشياء كثيرة كانت مخفية عنهم لحين القيامة.
3- لم يكن قد إمتلأوا بالروح القدس بعد , بدليل أن القديس متى البشير وكان من ضمن من سألوا الرب ,قد أفرد إصحاح 13 بالكامل من إنجيله جمع فيه أقوال الرب عن ملكوت السموات .
كان الرب يعلم مايدور فى أذهان التلاميذ , ففى إنجيل معلمنا مرقس البشير يقول الكتاب " وجاء الى كفر ناحوم وإذ كان فى البيت سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم فى الطريق. فسكتوا لأنهم تحاجوا فى الطريق بعضهم مع بعض فى من هو أعظم. مر9: 33و34
وأيضا فى إنجيل معلمنا لوقا " ودخلهم فكر من عسى أن يكون الأعظم فيهم ." لو9: 16 , والعجيب بعد أن افهمهم الرب عن الطريق الموصل للملكوت ‘ يذكرلنا معلمنا متى فى إصحاح 20 الحدث التالى:
" حينئذ تقدمت أم ابنى زبدى(يعقوب ويوحنا) مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا. فقال لها ماتردين .قالت له قل أن يجلس ابناى هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار فى ملكوتك. مت20: 20و21 , " فلما سمعا العشرة اغتاظوامن أجل الأخوين.مت20: 24 " , وأيضا نرى القديس بطرس بعد قيامة الرب من الأموات وتأكيد الله له على بحيرة طبرية , بان يرعى غنمة 3 مرات , يقول الكتاب فى يوحنا 21 : 21 وقد نظر يوحنا الحبيب يتبعهما " فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع يارب وهذا ماله ؟." سؤال واسلوب غريب عن بطرس تلميذ الرب .
فى تلك الساعة
لماذا قال الكتاب فى تلك الساعة , أى ماسبب هذا التحديد :
1- قبل ذلك مباشرة فى نهاية إصحاح 17 : 24.. " عندما سأل الذين يأخذون الدرهمين بطرس ألا يدفع المعلم الضريبة ‘ ولما حاول بطرس التملص من الرد عليهم , قال له الرب لئلا نعثرهم (البنون الأحرار) اذهب الى البحر وألق صنارة والسمكة التى تطلع اول خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارا فخذه واعطهم عنى وعنك(قيمة الإستار 4 دراهم) ربما تسائل التلاميذ ولماذا بطرس.
2- قبلها فى أول اصحاح 17 يقول الكتاب " ..أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين ...وعندما حدث التجلى بطرس كان هو الذى قال " يارب جيد ان نكون ههنا. فان شئت نصنع 3 مظال."مت17: 1و4
3- وفى مت 16 كان بطرس أيضا هو الذى أخذ الإستعلان الإلهى من الآب السماوى بأن يسوع هو ابن الله الحى , ونال عن ذلك تطويب الرب , كما أعطاه الوعد بأن إيمانه هذا سيكون الصخرة التى سيبنى عليها كنيسته " فلماذا بطرس أيضا؟
4- عندما تحدث الرب فى مت 15 عن التطهير بقوله ان الخارج من الفم هو الذى ينجس الإنسان أى الأفكار الشريرة التى تخرج من القلب , كان بطرس هو الذى سأل الرب بأن يفسر لهم هذا المثل , أيضا بطرس .
5- كان بطرس كما ورد فى مت 14 هو التلميذ الذى سأل الرب ومشى معه على الماء.
تعليم المسيح
الآن قد جائت الساعة للسؤال ‘ وقد أجابهم الرب يسوع عن هذا الفكر بكل صراحة فى مت 20":
أ- بل من أراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما .
ب- ومن أراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا.
ج- لا تكونوا مثل رؤساء الأمم الذين يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم.
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات :
واستخدم الرب لفظة لن بالجزم كما قال لنقيديموس فى يوحنا 3: 5 من نفس الإصحاح" ..ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله."
إذا وصية الله لهم واضحة وقاطعة بالنسبة لدخول ملكوت السموات ‘ ولكن الرب وهو علم فكرهم أراد أن يقطع الشك باليقين فى أذهانه, فأقام ولدا وقال لهم "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات , فالأمر ليس خاصا ببطرس لأنه كان أول من أنكره أمام جارية ‘ ولكن الأمر يتعلق بنقاوة فكر وعقل وقلب الولد ‘ فلا بد لنا جميعا ان نرجع عن خطايانا ونتوب عنها فيتنقى العقل والقلب ونصير فى فضائل وقامة هذا الولد , فنجد السموات مفتوحة أمامنا.
فضائل الأولاد التى يريدنا الرب ان نصير مثلها:
1- فضيلة التسليم فالولد يعيش فى حضن أباه وأمه , يلعب هنا وهناك مطمئنا لوجود أبوه وأمه يقبل منهم الطعام الذى يأكلونه ولا يسأل كوصية الرب ان لا نهتم بماذا نأكل ونشرب ونلبس , أبوه يعطيه كل هذا بلا سؤال. كذلك الولد بمجرد ان تجلسه أمه فى كرسيه فى العربية وتسوق به , ينام نوما عميقا ولا يسأل الى أين ولا يعرف القلق , أبوه وأمه سيوصلانه الى الأمان‘ وهكذا يجب يكون إيماننا.
2- الولد لايعرف الكبرياء , لايفرق بين غنى وفقير , لا يشغله مجد العالم, عنده البساطه , كله محبه لا يعرف غيرها.
3- يكون حياته بالتعليم والتلمذه ولا يتوقف عن كلمة ليه إلا إذا إكتمل تعليمه , ويقول العلماء اليوم بأن أحسن سن للتعليم إعتبارا من 3 سنين.
4- الولد لديه فضيلة الوداعة والطاعة والتسامح بأقصى سرعة , والإيمان بكل ثقة , فلو قلت له تعال نصلى لله من أجل سقوط المطر سيحضر لك ومعه شمسية.
كل هذه الفضائل فى قامة ملء المسيح
1- هو الذى قال " تعلموا منى فإنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.مت11: 29
2- وهو الذى قيل عنه " لا يصيح ولا يخاصم ولا يسمع احد فى الشوارع صوته . قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ. إش42 ومت 12: 19
3- وقالت عنه النبوة " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه. إش53: 7
4-و قال الكتاب عنه" الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله . لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس .وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب ."فيبى2: 6-8
فالفضائل التى تملئ قامة السيد المسيح هى التى تملئ قامة الولد ‘ولذلك وجب علينا التمثل بربنا يسوع المسيح فى كل فضائله ‘ ولا ننسى قول النبى عنه" لأنه يولد لنا ولد .ونعطى إبنا وتكون الرئاسة على كتفيه ."إش9:6
هل أجاب الرب عن السؤال المحير؟ ‘ وهل عرفنا من هوالعظيم الذى سيدخل ملكوت السموات؟
فى هذا الزمن الفاسد علينا ان نرجع ونصير فى مثل فضائل الأولاد حتى يكون لنا مكان فى ملكوت الله. ولربنا المجد الدائم الى الأبد. آمين
0 comments:
إرسال تعليق