الغربة من فريد بو فرنسيس ـ
حال بلدة البحيري في قضاء زغرتا، كحال معظم البلدات الجبلية في لبنان، التي ينزح اهلها شتاء باتجاه المدن الكبرى، وخاصة الى العاصمة بيروت، سعيا وراء رزقهم او لقمة عيشهم، ويتركون بلدتهم مدة تزيد على تسعة اشهر، ولا يعودون اليها الا في ايام الصيف، ومعظمهم لا يعودون الا في المناسبات، او في عطلة نهاية كل اسبوع.
من هذا المنطلق قررت بلدية البحري ان يكون شهر الاعياد هذا العام مميزا في البلدة، وبحسب رئيس البلدية شربل جبران "نحن نعمل هذا العام علنا نستطيع استقطاب وجلب سكان البلدة اليها، في فصل الشتاء، على امل ان يستجيب البعيدون قبل القريبين الى هذه الدعوة، وتمضية عيدي الميلاد وراس السنة في بلدتهم الجبلية، التي تمتاز بمناخها الجيد، ومياهها العذبة". اضاف جبران:" لهذه الغاية قامت البلدية بتاهيل الانارة العامة، وزينت شجرة ضخمة في باحة الكنيسة، تمت اضاءتها بالتعاون مع جمعية شباب قلب يسوع في البلدة بحضور رئيسها ميشال جلوان، ومختار البلدة بدوي البستاني وفعاليات، وخادم الرعية الخوري شهيد دعبول، كما امنت تدفئة عامة داخل الكنيسة، ما يسمح باقامة قداس الميلاد منتصف الليل في الكنيسة، علها تكون مناسبة يحتفل ابنائها مع بعضهم البعض لتكتمل فرحة العيد.
تعتبر بلدة البحيري في قضاء زغرتا من البلدات الجيبلية في القضاء بحيث ترتفع حوالى 800 مترا عن سطح البحر، معظم بيوتها من الطراز القديم الموشح بالقرميد الاحمر، مدخل البلدة يشهد حاليا اعادة توسيع مع جدران دعم على الجانب الخطر من الطريق الرئيسي للبلدة. الطرقات الداخلية للبلدة ضيقة نسبيا تكسوها في مثل هذه الايام اوراق الشجر الذي يتساقط انغاما ويرسم دوائرا على الارصفة المرصوفة بالحجر، وتعمل البلدية باستمرار على تامين الحاجات الضرورية التي تمكن ابنائها من الصمود والبقاء في داخل البلدة.
ويشير جبران " صحيح ان امكانات البلدية ضعيفة ومحدودة، الا اننا نستطيع القيام بواجباتنا تجاه اهلنا في البلدة، واهمها المتعلق بالنظافة العامة والانارة والصرف الصحي، اضافة الى بعض المشاريع التي تحتاجها البلدة وخاصة الشبيبة فيها". لافتا الى " اننا نامل ان يكون العيد هذا العام مميزا في بلدتنا الجبلية، ويجتمع اهالي البلدة كلهم في هذا العيد خاصة البعيدين منهم".
0 comments:
إرسال تعليق