الجمهورية
في مذكرة رسمية تحمل الرقم 06CAIRO4259 صادرة من السفارة الاميركية في القاهرة في 10 تشرين الاول 2007 جاء أن المجموعة المصرية الصغيرة المكونة من مسلمين اعتنقوا المسيحية تتعرض في شكل دوري لمضايقات واضطهاد من اجهزة الامن المصرية، موضحة "أن خلال المناقشات الاخيرة مع افراد من هذه المجموعة يعرّفون عن انفسهم بـ "مؤمنون مولودون مسلمين" أمكن تسليط الضوء على وضع هذه المجموعة المثير للجدل".
واضافت "من المستحيل تحديد حجم هذه المجموعة في شكل دقيق، إذ تتراوح التقديرات من عشرات الى مئات، او ربما ما يقارب بضعة آلاف"، مشيرة الى أن باحثا من منظمة مراقبة حقوق الانسان "أعرب بعد رحلة بحث قام بها في العام 2005 عن دهشته حيال العدد الكبير الذي قابله من مسلمين اعتنقوا المسيحية في كل من القاهرة والاسكندرية."
وأشارت المذكرة الى أن منظمة مراقبة حقوق الانسان تقوم الآن بصياغة تقرير متعلق بنظام بطاقة الهوية الشخصية المصرية، الذي يشترط على المواطنين التعريف عن دينهم سواء كانوا مسلمين او يهودا او مسيحيين، علما بأن القانون المصري لا يمنع التحوّل عن الدين الاسلامي، الا ان المولودين المسلمين الذين يعيدون تسجيل انفسهم على انهم مسيحيون، يتعرضون لمعارضة من الموظفين الإداريين العاملين في مختلف المستويات لدى الحكومة المصرية.
بهاء العقاد: إسلامي تائب
واضاف التقرير: "وصلتنا تقارير منذ منتصف العام 2005 عن المعتقل بهاء العقاد من مجموعة "مؤمنون مولودون مسلمين"، وهو مهندس في أواخر العقد الخامس من العمر والعضو السابق في جماعة اسلامية محظورة. ووفق ناشط مسيحي"في هداية المسلمين الى الدين المسيحي"، فقد أوقف العقاد في العام 2005 بعد اعترافه باعتناقه المسيحية، وهو موقوف منذ 14 شهرا على ذمّة التحقيق بتهمة غير معروفة، مشيرا الى أنه اعتقل في بادىء الامر في مقر جهاز امن الدولة في منطقة الدقّي ثم نقل الى سجن طرّة (المخصص عادة للمساجين السياسيين امثال ايمن نور)، وفي اواخر العام 2006 نقل العقاد الى سجن طرّة ليمان (يستعمل للمساجين الاسلاميين).
شاب آخر اعتنق الدين المسيحي في سن المراهقة في العام 1999 واقترن بابنة العقاد، يقول، حسب المذكرة، ان العقاد يعاني مشاكل صحية كثيرة مثل ارتفاع في ضغط الدم ونوبات دوار، وهناك خوف من ان يتعرض له المساجين الاسلاميون. وقد سعى خلال الاسابيع الاخيرة الى الحصول على المزيد من الدعاية بسبب شعوره المتزايد بالاحباط، وطلب من مؤيديه نقل قصته الى الاعلام المصري والطلب من ممثل السفارة الاميركية ضم تفاصيل قضيته الى تقرير الحرية الدينية الدولية للعام 2006. ومن دون الغوص في التفاصيل، أوضح هذا الشاب المعتنق المسيحية، ورَدّا على استفسار الممثل الاميركي، ان عدد المتحولين من الاسلام الى المسيحية يبلغ 500 في القاهرة وما بين 2000 و3000 في كل انحاء مصر.
وردا على التقارير غير الرسمية المتعددة التي رفعت الى قسم حقوق الانسان في وزارة الخارجية عن وضع بهاء العقاد، أجاب مدير قسم حقوق الإنسان ايهاب جمال الدين في 18 حزيران ان توقيف العقاد لم يأت بتهمة اعتناقه الدين المسيحي، لأن هذا الامر مسموح وممكن وفق القانون المصري, وحسب جمال الدين فإن جهاز امن الدولة المصري يحتجز العقاد للتحقيق معه بتهمة "التشهير بالديانات السماوية" بموجب المادة 98 من قانون العقوبات. وأضاف ان العقاد يظنّ نفسه نبيّا جديدا وهو "يدعو الى دين جديد" ويطالب بالمساواة بين الاديان. وقال جمال الدين مستعينا بورقة ملاحظات- صادرة على الارجح عن امن الدولة- ان العقاد "أهان الدين الاسلامي والقرآن"، و"كان يقلل في شكل فعّال من قيمة الديانتين الاسلامية والمسيحية ويدحض تعاليمهما عن قصد"، مؤكدا انه أوقف مدة قصيرة وخضع للتحقيق في العام 1998 بالتهم ذاتها، لكنه عاود نشاطه "المخل بالنظام العام" فور الإفراج عنه في العام 1998.
0 comments:
إرسال تعليق