الغربة ـ عكار
ترأس رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة القداس الاحتفالي الذي اقيم في عيد مار منصور دي بول في دار ابرشية طرابلس المارونية قيد الانشاء في بلدة القبيات بحضور حشد من المصلين من القبيات والبلدات والقرى المجاورة ولفيف من الكهنة والراهبات.
بعد الانجيل المقدس القى بو جودة عظة قال فيها: "يطيب لي أن أرحب بكم في هذا البيت الذي سيكون مركزا ثانويا لأبرشية طرابلس المارونية في هذه المنطقة العزيزة من لبنان والذي سوف نحتفل بتدشينه قريبا، إن شاء الله، عندما يسمح الوقت والظروف لغبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بذلك. وكنا قد قررنا مع غبطته أن نحتفل بذلك في الثالث من تشرين الأول القادم، لكن إضطراره للذهاب إلى الفاتيكان للمشاركة في مجمع الأساقفة حول موضوع العائلة، دعانا إلى تأجيل هذا الإحتفال إلى مناسبة أخرى نتمنى أن تكون قريبة".
واضاف: "لقد إخترنا القديس منصور شفيعا لهذا المركز لأنه سيكون مركزا رعويا ورسوليا وليس مجرد مركز إقامة للمطران عندما يتواجد في عكار. كما أننا أردنا من إختيارنا لهذا القديس كشفيع له تعبيرا عن شكرنا وإمتناننا لجمعية الآباء اللعازريين التي أسسها القديس منصور الذين يقومون بأعمال الرسالة في هذه الأبرشية منذ العام 1783، تاريخ وصولهم إلى لبنان والشرق الأوسط، وقد كلفهم أساقفة الأبرشية رسميا القيام بأعمال الرسالة فيها منذ ذلك التاريخ".
وتابع: "عرف القديس منصور بأنه كان في الوقت عينه رجل الأعمال الرسولية والمشاريع الإجتماعية في ظروف كانت تعيش بلاده ، فرنسا، فيها ظروفا شبيهة بالتي نعيشها في لبنان منذ عشرات السنين. ويمكننا إختصار رسالة القديس منصور دي بول بكلمات قليلة، أنه رجل المحبة المتجسدة الذي عاش تعليم السيد المسيح الذي قال إنكم إذا إهتممتم بالفقراء والمعوزين فإنكم بي أنا بالذات تهتمون، لأنكم كل ما فعلتم ذلك مع أحد إخوتي هؤلاء الصغار فمعي أنا قد فعلتموه. وهو الذي قال كذلك أنه لا يكفيني أن أحب الله لوحدي، إذا لم يحبه قريبي أيضا ولذلك فلتكن محبتنا لله محبة عاطفية وفاعلة في الوقت عينه، ولتتم بعرق جبيننا وتعب زنودنا".
واردف: "إنه كذلك رجل التبشير الجديد، الذي عاش هذه الحقيقة من خلال خبرته الشخصية عندما إكتشف كيف أن الكثيرين من أبناء الشعب يجهلون أهم مبادئ الإيمان المسيحي، كما أنه في سبيل ذلك كان من أول الذين فتحوا وأسسوا الإكليريكيات من أجل تنشئة الكهنة وجعل من ذلك هدفا أساسيا من أهداف جمعية الرسالة، ونظم ما سمي بلقاءات الثلاثاء ليدرب الكهنة والإكليريكيين المستعدين للكهنوت على الوعظ والإرشاد. وإننا بإحتفالنا بعيده اليوم، وبشفاعته، نطلب من الله أن يعطينا شيئا من روحه لنكون من المساهمين في التبشير الجديد لعالمنا ومجتمعنا الذي هو بأمس الحاجة لسماع كلمة الله والعمل بمقتضاها، في زمن أصبح الكثيرون منا يعيشون ويتصرفون وكأن الله غير موجود، وإذا كان موجودا فليس له أي تأثير في حياتهم وتصرفاتهم وأعمالهم".
0 comments:
إرسال تعليق