هناك من يعتقد أن الله ليس لجميع الناس ، بل هو لأمة من الأمم ، ولشعب من الشعوب ، ولطائفة من الطوائف .. ومهما يفعلون من شرور وآثام ، فإن كرامته من كرامتهم ، ونجاحه من نجاحهم ، وسقوطهم معناه سقوط الله نفسه !
ولكن منذ أكثر من ألفي سنة ، وضع الوجه الإنساني لله ، خطاً ثلاثياً تحت الإجابة الصحيحة ، من خلال قصة لقاؤه المبارك بالمرأة السامرية ، ومن خلال مثله الرائع عن السامري الصالح .. في وقت لم يكن اليهود يسمحون بأي علاقة إجتماعية أو دينية مع السامريين .
ولا يزال في عُلاه ، يشير بروحه القدوس من جيل إلى جيل إلى هذه الإجابة الحاسمة ، التي من تكرارها أعيت بطيئي الفهم ؛ لأن تعصبهم وتحزبهم المقيت ، أعمى قلبهم وذهنهم .
ألا نجد الإجابة نفسها ، في سيرة خادمة الرب أردينا مليكة ، أم الغلابة ؟!..
ففي طفولتها ، لم تكن في بلدتها كنيسة يمكن أن تصلي فيها ، فذهبت ذات مرة في بساطتها إلى جمعية لطائفة الإخوة (البلاميس) ، ظناً منها أن تتقدم للتناول ، فمنعوها من أن تشترك معهم في المائدة الخاصة بهم ؛ لأنهم طائفة منغلقة على ذاتها ، ولأنها أرثوذكسية .. فظهر لها الرب ، حاملاً جسده بالصينية ودمه بالكأس ، وقال لها : " لقد تعبت من بكائك ؛ فأتيت لكِ بنفسي ومعي جسدي ودمي ؛ لأناولك منهما ؛ فكفي عن البكاء" .
لم يقل لها : ان البلاميس كفرة وخاطئين ؛ لأنهم يعتبرون جسدي ودمي مجرد رمزان للذكرى ، ولأنهم ليس عندهم محبة .. و يجب ألا تتحدثي معهم أبداً !
وألا نجد الإجابة عينها ، في تكريمه لاجساد القديسين في أي كنيسة ، فإن كان الأرثوذكس يعتزون بأن كثير من أجساد قديسيهم كما هي منذ ساعة انتقالهم ، ففي الكنيسة الكاثوليكية يفتخرون بوجود أكثر من 250 قديس وقديسة لا تزال اجسادهم عطرة مقدسة بدون فساد ولا تحلل بعد نياحتهم ؟!..
وألا نجد ذات الإجابة ، في العجائب والآيات التي يمنحها الله لقديسيه في الكنائس الأرثوذكسية ، والكاثوليكية ، وحتى البروتستانتية ؟!..
أنا شخصياً تعرضت لحالة مرضية كادت أن تصبح مزمنة ، ولكني شُفيت منها بصلاة من خادم للرب إنجيلي المذهب من كينيا !
وما رأيكم بأن الرب يعمل أيضاً في الإنسان المسلم ؟!..
لي زميل في العمل ، كان في ورطة صعبة .. ومع أن والده رجلاً طاعناً في السن ، ومقيّداً على سرير المرض ، وذاكرته في تدهور مستمر ، إلا أنه أظهر انتباهاً مفاجئاً ، ونظر إلى زوجته ، وقال لها : "ابننا – فلان – في ضيقة عظيمة ، وإني أرى زملاءه يساعدونه" .. وكانت هذه هي الحقيقة !
،...،...،...
الإجابة على سؤال : "هل الله متعصب" ؟..
هي دائماً : اننا جميعاً خليقة الله ـ مهما كانت ايمانياتنا ومعتقداتنا ـ ، وأنه يعمل في الجميع ، ومع الجميع ! ..
فهل نطرح عنا كل تعصّب وكل تحزّب ، ونتمثل بفكرالله ؟!..
0 comments:
إرسال تعليق