لن تمر العلمانية المسالمة المتوازنة في العالم العربي المدجج بأسلحة الاسلام المستنفر وتستقر، الا بلجم هذا الإسلام المستفحل تدخلا في كل امر.
ويا لعجائب هذا الزمان حتى النوم في السرير مع الشريك بطمأنينة وسلام، او الدخول براحة نفسية الى الحمام بحاجة ماسة الى فتاوى مشايخ الإسلام!
كيف لا:
والرِّجل اليمين الى الأمام واليسار عليها الملام،
واليد اليمين لها المقام واليسار بنت حرام،
والثدي اليمين لارضاع الكبير والشمال للطفل الصغير،
وهكذا دواليك الى العين والأذن وثقب الأنف الأيمن .... الى ان نصل الى الكتف اليمين الذي يجلس عليه ملاك تسجيل حسنات الانسان وارسالها الى الله، واليسار الذي يجلس عليه ملاك تسجيل السيئات وارسالها الى رب السماء. وكأن الله العليم والذي حسب البقرة:
"يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" 77 ، لن يستطيع ان يعلم شيئا دون ملائكة ومساعدين وأمناء أسرار على الأكتاف يسجلون التقارير اليومية ويرسلونها اليه، وكأننا في دولة مخابرات الهية تذكرنا بدول المخابرات العربية.
أي ان مهمة الاسلام الأساسية في هذا العصر اصبحت ليس حل المشاكل وتطوير المجتمع، انما تعقيدها واغراق المجتمع بفتاوي تحول حياة الانسان الى متاهة بلا قعر!
والاسلام المستبد لن يلجم ويعود الى الجامع راضيا بما كسبت يداه، الا باشتعال مشاعل التنوير عبر اقلام الفكر الحر تُلهب الصفحات بكلمات من جمر!
وعندها الحقيقة ستنتصر والزيف سيندثر!
وانتصار الحق على الزيف مسألة وقت!
نحن نعيش في عصر العلم والسرعة واختراق عالم الموت.
وإن لم يحدث التغيير فاننا سنسير حتما الى الهاوية حفاة الاقدام على المسامير نسير والدماء تسيل دون شعور بالم او وخز في الضمير.
وهل يشعر بالم من دخل في غيبوبة التخدير؟
ولهذا فالتغيير قادم لا محال. فالشمس في السماء مشرقة ابد الدهر، وغيوم الجهل المستفحل بالشر ومهما حجبت نور الحقيقة بسلاح الضبابية والغوغائية والكذب والدجل والمكر، فلن تستطيع كسر بصيص نور الحق محملا على شعاع بالأمل.
طاقة الشمس في توهج لاهب مستمر، ولا بد لشعاع من اشعتها ان ينفذ الى الوكر وينير كهوف الظلام ويبدد الجهل!
ولن تمر الديمقراطية البهية الا بانحناءة الاسلام المتكبر المتعالي، المتعجرف المتصابي كشيخ بلغ أرذل العمر، يسير على عكازتين مهزوز الجسد منحني الظهر، ويعتقد انه ما زال شابا غريدا اغر يريد اللهو مع الفراشات ومناجاة الطير، والقفز بين الحدائق لمعاكسة الصبايا في تجديد لماض قد أفل.
والاسلام المتكبر سينحني امام مشاعل التنوير وهي تبهر البصر ليصبح اسلاما انسانيا وسطيا معتدل!
ولا إصلاح ديني في الأفق المظلم إلا بانتصار ثقافة التنوير على ثقافة الجهل المطبق!
لا ثوابت على هذه الارض والتغيير هو سنة من سنن الحياة وميزة من ميزات الطبيعة والمجتمع والانسان.
و من يتحمل مسؤولية التغيير الجذري المطلوب في العالم العربي المنكوب للخروج به من هذه الورطة التاريخية المزمنة التي لا مثيل لها بين الشعوب؟
هل هو الله العلي الأعلى القادر القدير الخبير البصير الرحمن الرحيم المنتقم الرؤوف؟
أم رجال الدين المتحجرين الرؤوس، المرتفعين الأنوف، المنتفخين الصدور، الممتلئين الكروش، المعصومين كالقرآن من الأخطاء والعيوب؟
أم الحكام الجالسين بحماية العسكر والمخابرات من المهد الى اللحد على العروش؟
أم الشعب المنهك المتعب المغلوب على أمره المصلوب على خشبة رجال الدين والسياسيين الحاكمين؟
أم الأحزاب والتيارات والحركات والكيانات السياسية، العاجزة عن التمرد فكريا وثوريا واجتماعيا وسياسيا على قوالب التقليدي والمألوف؟
أم المفكرين المثقفين المتالمين العارفين الكاشفين المستنيرين على هدى العقل، الحالمين حقا بالتغيير الجذري المطلوب؟
لا بد من منقذين مفكرين مثقفين متالمين عارفين كاشفين مستنيرين يأخذون بأيدي التائهين، والا فالج لا تعالج، وسندور في نفس الدوائر الى أن نذوي ونذوب؟
وسيبقى التخبط الأعمى بين التوق في انطلاق ثقافة الحياة نحو العقلانية واستمرار خنقها بآفة ثقافة الموت الغيبية الجاهلة هو المسيطر على العقول ولن يحدث التغيير نحو الافضل وبشهادة القرآن الذي يخاطب معشر المسلمين في س. الرعد، قائلا:
"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" 11
الكلام القرآني صريح وواضح وشفاف ولا يحتاج الى جهابذة الفقه والتفسير وهو ويؤكد بشكل قاطع ان التغيير هي مهمة الانسان نعم الانسان المسلم وليست مهمة الله الذي ليست مهمته ان يغير بل ان يتفرج بعد ان اراح نفسه من اوجاع امم الأرض ومشاكلهم وسفك دمائهم.
الله لا يغير! وكما يقولها صراحة القرآن. ولن يغير. وربما ليس بمقدوره ان يغير، والا لكان قد غير!
مسؤولية التغيير يتحملها فقط المنقذون المفكرون المثقفون المتالمون العارفون الكاشفون المستنيرون، وهي قادمة حتما رغم انف الظلاميين!
كونك سني فيني افهمك لانك ما تعلمت ولاشفت من الاسلام غير الشغلات اللي عم تحكيها...معك حق تقرف وتكتب
ردحذف