مصر (CNN) --
صعد آلاف السلفيين احتجاجاتهم بمصر الجمعة، للمطالبة بظهور كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، الذين يتهمون الكنيسة القبطية باحتجازهما بسبب إشهار إسلامهم، حيث بدأت التظاهرات أمام جامع الفتح بوسط البلد، حتى وصلت إلى جامع النور والكاتدرائية المرقصية للأقباط الأرثوذكس بالعباسية وقاموا بالصلاة أمامها، وذلك وسط تواجد أمني كثيف من القوات المسلحة والجيش وقوات الأمن المركزي.
وصرح ثروت باسيلى وكيل المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس، أن ابتداع السلفيين موضوع كاميليا شحاتة أو وفاء قسطنطين، لتكون ذريعة لهم يفعلون بها ما يريدون لتهديد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بمصر، هو أمر بالغ الخطورة وسيكون له مردود سلبي على البلاد.
وقال باسيلى في تصريح خاص لموقع الـCNN بالعربية، إن وجود وثيقة من الأزهر الشريف تؤكد إشهار إسلام أي من كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ستحسم الجدل المثار حاليا بين الكنيسة والسلفيين والذي لا طائل من ورائه.
وشدد على أن أسلوب الصوت العالي والهتافات والتظاهرات دون أي دليل حقيقي يعد نوع من إفساد وحدة المصريين وجرهم إلى العديد من المشاكل والتي لا يعلم مداها إلا الله.
وأضاف أن الأقباط بمصر في حالة حذر وترقب مما يحدث من بعض التيارات الإسلامية، فهناك تصرفات لا يمكن فهمها على محمل سلس، إضافة إلى إتباعهم أساليب مشهورة ومتكررة بان يطرح بعضهم الرأي وعكسه، على حد تعبيره.
من جانبه أوضح نجيب جبرائيل محامي الكنيسة القبطية، بان الأقباط التزموا بالحكمة وضبط النفس ضد التظاهرات التي قام بها السلفيون اليوم أمام مقر الكاتدرائية، والتزاما بتنبيهات البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقصية، مضيفا أن إسلام كاميليا أو وفاء قسطنطين يسال عنه الأزهر الشريف وليس الكنيسة، حيث أكد في وقت سابق أنهما لم يذهبا إليه في هذا الشأن.
وقال جبرائيل، انه لا صحة لاقتحام الكاتدرائية، حيث عملت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة على حمايتها، مطالبا الأخيرة بضرورة وضع حد لما وصفه بـ"المهزلة" ضد الكنيسة من بعض الجماعات السلفية، لاسيما وأنها صعدت الموقف ضد الأقباط بعد قطع ازن قبطي وهدم كنيسة "أطفيح" والتظاهرات أمام الكاتدرائية، مشددا على أن عدم تقديم من يعتدون على الأقباط والكنائس إلى المحاكمة يزيد الأمور سوء.
وأضاف جبرائيل، انه تلقى رسائل من أقباط بداخل مصر وخارجها يؤكدون شعورهم بالخوف مما يحدث لهم بعد الثورة من اضطهاد أكثر من النظام السابق رغم الظلم والفساد على حد تعبيره.
وترجع قضية كاميليا شحاتة إلى منتصف العام الماضي عند هروبها من زوجها بعد خلافات عائلية، وانتشار شائعات بإشهار إسلامها واحتجازها بالكنيسة، ما جعل تنظيم القاعدة في العراق، يهدد بمهاجمة الكنائس المصرية لإفراج عن ما وصفه احتجاز الكنيسة لنساء مسلمات، خاصة بعد اختفاء وفاء قسطنطين منذ عام 2004، والتي انتشرت شائعات أيضا بإسلامها واحتجازها داخل الكنيسة.
0 comments:
إرسال تعليق