** فى الحقيقة أنا فى غاية الداهشة والأسف فى نفس الوقت على ما تبثه قنواتنا فى التليفزيون المصرى ، وما تكتبه الصحف فى هذه الأيام من تصريحات وأحاديث لشيوخ متأسلمين تسللوا إلى مخادعنا وإقتحموا منازلنا وكأنهم دعاة سلام ورحمة ، فهل وصل إعلامنا إلى هذه المرحلة من الغيبوبة ، وهل إعلامنا شارك مشايخ الفتنة فى عودة ظاهرة الإرهاب والتصفيات الجسدية .. وهل هؤلاء المتنطعين من شيوخ الفتنة هم المسئولين عن الإصلاح الإجتماعى وتحقيق العدالة .. لقد رأينا شيوخا وإخوان وسلفيين أمام الشاشات الصغيرة متشددين بأكثر ما يكون التشدد وهم يدافعون عن نظرية الحاكمية اتى جلبت الكوارث للدعوة الإسلامية وأودت بحياة مئات من المصريين الأبرياء ومنهم عشرات من الشباب المتحمس الذى سقط فى ضلالها ، منذ وضع المفكر الإسلامى الأستاذ سيد قطب ، فشارك وهو ميت فى جلب الكوارث .. نعم لقد إعتنق الإخوان فكرة الحاكمية وهم أحرار فيما يعتنقون فقد حللوا دماء من يروهم مرتدين أو كفار ، فهل وصلت السذاجة والهيافة بالإعلام المصرى والقنوات التليفزيونية أن تفسح المجال لكل من هب ودب ليبث الرعب فى قلوب المشاهدين أو القراء .. إنهم يطالبون بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وينشرون هذه الفتاوى والأراء فى الصحف وعبر الإعلام ، وتناسى الإعلام المتأسلم أن من يطالب بالشريعة قد بنى فكرة الإرتداد نفسها على قاعدة خطيرة تجعل معظم المصريين مرتدين وكفارا ..
** وقد رأينا أن أحد شيوخ السلفيين رفض لقاء مذيعة فى برنامج 90 دقيقة "KG1 " إلا بعد إرتدائها النقال وللأسف قامت المذيعة بتنفيذ أوامر مولانا لتتحف المشاهدين بحوار قنبلة كما هى إعتقدت ، نعم هؤلاء سيكفرون كل المصريين لأن أغلب المصريين متدينون ويعتنقون الدين الإسلامى ويؤدون الصلاة والزكاة ويصومون ويحاولون تطبيق مبادئ وقيم الدين ولكنهم لا يوافقون على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية .. وإنما يرون التطبيق المطلوب هو إستلهام روح الشريعة وأسس العدل والحق التى قامت عليها ، ويرفضون إقامة حكومة دينية وهو ما يعتبره قادة التطرف والإرهاب فى مصر نوع من الإرتداد والكفر بالدين وهذه هى القاعدة التى يمارس الإرهابيون فى مصر إرهابهم على أساسها وبالتالى فالشعب المصرى كافر ومرتد علاوة على حكومته ومن هنا تنطلق الدعاوى لإلغاء وزارة الداخلية ومباحث أمن الدولة والقضاء المصرى والمجلس العسكرى وإجهاض كل المحاولات لعودة الأمن فى منطقة العريش وقتل ضباط الشرطة والجيش وهم لا يتورعون عن قتل المواطنين الأبرياء لأنهم ليسوا أبرياء فى نظر المتطرفين الإرهابيين بل هم كفرة ويستباح دمهم وعرضهم ومالهم ..
** فى الواقع أننى أتمنى أن يقدم الإرهابيون هذه النظرية لشريكتهم أمريكا الكافرة .. بإعتبارهم من أهل الكتاب .. لقد صدر الشيخ الغزالى منذ 17 عاما رواية أولاد حارتنا بإعتبارها تحريضا على الكفرو الإرتداد ، وهو ما أعطى المبرر للإرهابيين ليقتلوا ويسفكوا الدمار بوصفهم كفار مرتدون مما جعل هؤلاء الطابعين يصرخون فى وجهه "دمنا فى عنقك ياشيخ" وفى نفس الوقت يزور الشيخ الكاتب نجيب محفوظ فى المستشفى ويصف كل من حاولوا إغماد الخنجر فى عنقه بأنهم خوارج .. رغم أن شيخنا الغزالى هو الذى أرضعهم لبن التطرف والتبرير للقتل والسفك والدماء ..
** على المصريين أن يفيقوا من "خيبتهم ، كما على الإعلام المدمر أن يكف عن هذا التهريج وهذا الإنبطاح ، وعلى المجلس العسكرى أن يضرب بيد من حديد من هؤلاء البلطجية والمرتزقة وكل من يقف فى الميدان شاهرا سيفا متوعدا المجلس العسكرى والمجتمع المدنى .. علينا أن نفيق جميعا وأن نواجه كل هذه الفئات المسرطنة .. علينا أن نفيق جميعا وندرك خطورة ما ينفذه جماعة الإرهاب فى مصر ، فهناك دعاوى متخلفة ظهرت ببعض الصحف المأجورة للإرهابيين وفتاوى بقطع يد مبارك إذا ثبت إنه سارق .. أو قطع رقبته بالسيف لتنفيذ حكم الإعدام ، وللأسف تنقل بعض المواقع الإلكترونية هذه الأخبار الداعرة والفاسقة لبعض شيوخ التخلف وكأنها أخبار مسالمة بها .. على جميع فئات الشعب المصرى العظيم أن يدرك أن كل هؤلاء الذين يحاولون جر مصر إلى هاوية العصور الوسطى إنما مصيرهم مزبلة التاريخ والنسيان .. فلا مجال لعودة التاريخ إلى الوراء .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email : info@egyptian-copts.com
Website : www.egyptian-copts.com
0 comments:
إرسال تعليق