ورد إلى موقعنا على الإنترنت سؤال من الأستاذ \ أحمد بيومى يقول فيه :- إشتريت قفص ، ووضعت فيه عصفور زينة ، وبعد أيام مرضَ هذا العصفور ثم مات ، ومن يومها تداهمنى كوابيس وأحلام بأنى موجود داخل قبر وهناك من يضربنى بشدة ويقول لى أنت قاتل كيف تقتل هذا العصفور الضعيف – لذا أتوجه لفضيلتكم بالسؤال عما إذا كنت إرتكبت معصية أو مخالفة شرعية تجاه هذا العصفور الذى لم أقصد موته ؟ إنتهى سؤال السائل ، وللإجابة على هذا السؤال :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ أما بعد
فالعصفور مخلوق ضعيف ورقيق الحس خلق للإنطلاق والحرية يرفرف بجناحيه فى سماء شاسعة ، وقد أكد علماء الطب الحيوانى ، بأن وضع عصفور داخل قفص ، هو أشد من حبس إنسان بسجن إنفرادى ، كتأثير نفسى وعضوى على العصفور .
لأن العصفور يحتاج لتحريك جناحيه حتى لا تضمر عضلاته ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة حبس العصافير للتربية ، وبعضهم منع ذلك ، وقالوا : - لأن سماع أصواتها والتمتع برؤيتها ليس للمرء به حاجة ضرورية ، بل هو من البطر والأشر ورقيق العيش وتعذيب مستمر للطائر الضعيف ، وهو أيضاً سفه ، لأن الشخص يطرب بصوت طائر صوته بكاء وحنين إلى الطيران ، وينم عن إنسان سادى عنيف لا يملك ضمير أو حس إنسانى ، كما ورد في كتاب " الفروع وتصحيحه " للمرداوي ( 4 / 9 ) ، و " الإنصاف " ( 4 / 275 )
ونحن نرى بحُرمة حبس العصفور ولو كان فى قفص من ذهب، لما في ذلك من إستخدام للقوة لقهر وظلم الضعيف والذى قد يؤدى لقتله ، ولقول الرسول (ع) فى حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت امرأة النَّارَ في هرة حبستها لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ " أخرجه البخاري --- ومن يتحجج بأنه يحبس العصفور ويسقيه ويطعمه -- نقول له أن الحال مع الهرة أو القطة يختلف عن العصفور لأن الهرة سٌكناها البيوت أكرم لها من سكن الشارع ، بخلاف العصفور الذى خلق للطيران ، وحبسه وقف وتعدى على صفة خصها الله للطائر والتعدى على صفات الله وخصائصه وقضاءه وقدره هى من كبرى المعاصى ،--- ومن يعترض بحديث أبو عمير وطائر النغير -- نقول له لا تلبس الحق بالباطل وتؤول على هواك لأن الرسول (ع) لم يتكلم عن حكم حبس الطائر فى هذا الموضوع ولم يكن الكلام بخصوص وضع الطائر ، كما أن هذا الطائر الذى مات لم يكن محبوساً فى قفص ، فلا يجب خلط الأوراق بدون علم وإدراك لمقاصد الشرع ، لذا نحن نطلب من الأخ السائل أن يتوجه إلى الله بالتوبة والندم والسعى لتحرير أكبر قدر من العصافير المعتقلة فى أقفاص -- علَ الله يتوب عليه ويسامحه .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان
E - rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ أما بعد
فالعصفور مخلوق ضعيف ورقيق الحس خلق للإنطلاق والحرية يرفرف بجناحيه فى سماء شاسعة ، وقد أكد علماء الطب الحيوانى ، بأن وضع عصفور داخل قفص ، هو أشد من حبس إنسان بسجن إنفرادى ، كتأثير نفسى وعضوى على العصفور .
لأن العصفور يحتاج لتحريك جناحيه حتى لا تضمر عضلاته ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة حبس العصافير للتربية ، وبعضهم منع ذلك ، وقالوا : - لأن سماع أصواتها والتمتع برؤيتها ليس للمرء به حاجة ضرورية ، بل هو من البطر والأشر ورقيق العيش وتعذيب مستمر للطائر الضعيف ، وهو أيضاً سفه ، لأن الشخص يطرب بصوت طائر صوته بكاء وحنين إلى الطيران ، وينم عن إنسان سادى عنيف لا يملك ضمير أو حس إنسانى ، كما ورد في كتاب " الفروع وتصحيحه " للمرداوي ( 4 / 9 ) ، و " الإنصاف " ( 4 / 275 )
ونحن نرى بحُرمة حبس العصفور ولو كان فى قفص من ذهب، لما في ذلك من إستخدام للقوة لقهر وظلم الضعيف والذى قد يؤدى لقتله ، ولقول الرسول (ع) فى حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت امرأة النَّارَ في هرة حبستها لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ " أخرجه البخاري --- ومن يتحجج بأنه يحبس العصفور ويسقيه ويطعمه -- نقول له أن الحال مع الهرة أو القطة يختلف عن العصفور لأن الهرة سٌكناها البيوت أكرم لها من سكن الشارع ، بخلاف العصفور الذى خلق للطيران ، وحبسه وقف وتعدى على صفة خصها الله للطائر والتعدى على صفات الله وخصائصه وقضاءه وقدره هى من كبرى المعاصى ،--- ومن يعترض بحديث أبو عمير وطائر النغير -- نقول له لا تلبس الحق بالباطل وتؤول على هواك لأن الرسول (ع) لم يتكلم عن حكم حبس الطائر فى هذا الموضوع ولم يكن الكلام بخصوص وضع الطائر ، كما أن هذا الطائر الذى مات لم يكن محبوساً فى قفص ، فلا يجب خلط الأوراق بدون علم وإدراك لمقاصد الشرع ، لذا نحن نطلب من الأخ السائل أن يتوجه إلى الله بالتوبة والندم والسعى لتحرير أكبر قدر من العصافير المعتقلة فى أقفاص -- علَ الله يتوب عليه ويسامحه .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان
E - rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
0 comments:
إرسال تعليق