يروي سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني- اللبناني- في مقدمة كتابه – السنة والشيعة- حواراً جرى بينما كان متواجدا في أحد الأماكن، وفيما يلي نصه: قدر لي، وبحكم الصدفة حضور رجلين يتحاوران، عرفت من خلال سماع بعض حوارهما أنهما على الفطرة... وكان النقاش يدور حول السنة والشيعة، واية فئة منهما هي الأقرب إلى الصواب والحق والعدل.
قال أحدهما وهو رجل كبير السن لصاحبه وهو يحاوره.. وأخرج من جيبه نسخة من القرآن الكريم صغيرة الحجم: أنت يا أخي سني ولديك قرآن فهات قرآنك وهذا قرآني.. أجابه صاحبه. ولم.
قال: أريد أن نقارن بين القرآنين لنرى الخلاف بين القرآن الشيعي والقرآن السني، لعلنا نقضي على نقاط الخلاف بينهما. أجاب السني: أأصابك الخرف؟، لا.. ولكني أريد الاحتكام إلى كتاب الله. يا صاحبي كتاب الله واحد لا يختلف مصحف عن بحرف واحد. ألم تقرأ قول الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون". بلى قرأتها ولكني أسألك: وهل وعيت فحواها يا أخي؟ وكيف لم أعها وأتفهمها، وفيها هذا الوعد القاطع من الله سبحانه أن يحفظ كتابه من الأيدي الأئمة والعقول الخربة، والأفكار المضللة.. أية نسخة من القرآن مطابقة لأية نسخة أخرى في العالم كله..
وهنا ضحك الشيخ الكبير، وكأنه أحس بالانتصار، ووصلت إلى أعماقه آثاره.. وقال: إذن مصحفي ومصحفك لا يختلفان أبداً؟ أبداً.. إنهما مصحف واحد بنسختين. إذن نحن نتبع دستوراً واحداً؟ طبعاً يا أخي. إذن اختلافنا ليس معتمداً على ديننا، وإنما هي أهواء باطلة. أجل... يا الله ما أضعفنا.. تلعب بنا أيدي المغرضين، وتملأ قلوبنا بالأحقاد نفوس لا تخاف الله ونتبع هذا تارة وذاك أخرى. يا أخي يكفينا إذن كتاب الله، وسنة رسول الله؟ أجل يكفينا.. إذن لنشد أيدينا ولنرض بهذين الأساسين حكماً فنحن أبناء دين واحد وقرآن واحد ونبي واحد. وعلت ابتسامة على وجهي الشيخين المسنين، وظهرت عليهما علامات الانتصار.
من هذه الحوارية انطلق سماحة العلامة "السيد محمد علي الحسيني- اللبناني-" في كتابه هذا محاولاً إلقاء الضوء على النقاط الأساسية التي تجمع بين الطائفة السنية والشيعية مبيناً أن الاعتقاد بالله وتوحيده والاعتقاد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبالصلاة والزكاة والحج وصيام شهر رمضان الاعتقاد بهذه الأساسيات هي نقطة البداية والارتكاز عند الطائفتين، وبالتالي لا خلاف بينهما في الجوهر أبداً وإنما كل ما يقال ويشاع حول اختلاف عقيدة الطائفة الشيعية عن الطائفة السنية فهو مفتعل يقصد به ضرب سلم هذه الأمة وتشتت أبناءها وإغراقهم في متن الطائفية التي لا بد وأن تفشت وأن تقضي على الأخضر واليابس وتحرق البشر وتهوي بالكثيرين إلى الموت وبآخرين إلى جهنم.
0 comments:
إرسال تعليق