يقول يشوع بن سيراخ : رُبَّ ساكتٌ يُعَدُّ حَكِيماً، وَرُبَّ متكلم يُكرَه لطول حديثه. مِن الساكتين مَنْ يسكت لأنه لا يجد جواباً، ومَنْ يسكت لأنه يعرف الأوقات. الإنسان الحكيم يسكت إلى حين، أما العاتي والجاهل فلا يُبالي بالأوقات. الكثير الكلام يُمْقَت والمتسلط جوراً يُبْغَض" ( يشوع بن سيراخ 20: 5-8)
و سليمان الحكيم يعلمنا قائلا: ( تفاح من ذهب فى مصوغ من فضة كلمة مقولة فى محلها " ( أم 11:25
امتلأت الدنيا ولم تقعد بسبب الكلام الكثير والاحاديث الهادرة في امور لاتخص الكنيسة او الاقباط ويجب عدم الخوض فيها من رجل مسئول بالكنيسة وساءت فهمها وادت الي تشنجات وتهديدات , فالصحف تكتب علي اشلاء الوطن وشيوخ الجوامع لايصمتوا علي دفع المتأسلمين الي الجهاد في سبيل الله بقتل الاقباط الكفرة ,واضحت المصالح الشخصية اهم من مصر ودمارها , والمبشرون بخراب مصر من الوهابيين يقفون بالمرصاد الي كل من يظنون انه يسئ للاسلام ولو بالنية او بالهمس او السؤال , ويتربصون الي كل مايتخيلون انه ينتقد الدين ولو بالاشارة ..يقتلون علي الهوية وينكلون بكل من يقترب الي الدين ولا يقبلون مجرد سؤال لاتسأل يا..... انه كفر بواح
البلد تعيش علي صفيح ساخن والشعب يلتهب بنيران الفساد والجهل والمرض
وفي هذا الوقت المكفهر الذي يلوح بخراب منتظر ودمار محتمل وعدوان مرتقب , ومصاحف فوق الرؤوس وسيوف فوق الاعلام تحت ستار الدين ,لانه الغطاء القوي للقتل والذبح والخطف دون محاسبة , ولانه الملجأ القوي الذي يلجأ اليه الفاسد والمظلوم ملتحفا بكلمة الله التي تبرأه من ارتكاب اعتي الجرائم , حتي لو طال الوطن كله فالدين فوق الوطن والمواطنة والديار دار اسلام والاوامر صادرة من صاحب الدين الله الجبار.
امام هذا التيار الجارف والموقف الراهن يجب ان يصمت الجميع حتي يتكلم الله ونلوذ بالصمت لان الصمت أبلغ من الكلام ، وأكثرفائدة ونفعا ... أو علي الأقل ، قد يكون أقل ضررا ....والذكي يري الشر فيتواري
ولكن نري مطراننا الجليل الانبا بيشوي يصرح بأقوال واحاديث واسئلة لاداعي من اثارتها او مجرد ثرثرتها , وهم يتشككون في نيته خاصة في وقت مشحون بالتهديدات ويلوحون بالدمار والخراب , والدولة في سبات عميق لايريد احد ان يوقظها فالمسئولون مشغولين بما هو اهم , فالكرسي اصبح الهدف الاسمي لهم حتي ولو وصلوا اليه علي طريق مفروش بالدم , وعلي خراب البلد وفوق جثث الشعب فهذا شأنهم وديدنهم فلا يبالوا !!!!
يامطراننا لاتحاول ان تثير الناس المشحونة بالغضب نتيجة الظلم والفساد والجوع فلاذوا بالدين لكي ينفثوا عن غضبهم المكنون فالدين يعلي ولا يعلي عليه وهو اقوي من الترسانات المدججة باعتي الاسلحة الفتاكة . فلا تقوم نيافتك بدور الدولة وتكون بمثابة حجر صدمة امامهم في غيظهم فيتحول غضبهم من اجهزة الحكم الي الكنيسة ورموزها.. ونحن جميعا الخاسرون .
ثم اراك تهيل التراب وتثير الغبار ليس علي سلام الوطن وهدوءه فحسب , بل ايضا علي الاخوة الانجيليين وكأنك عاهدت نفسك وعقدت النية علي تدمير الداخل والخارج بلا فائدة ترتجي بل ستزيد الخصام ويدب الانقسام من خلال مؤتمر تشتيت العقيدة الذي ارجو من الله ان يهدم علي اصحابه .
هل الامر يحتاج الان الي تمزيق الجسد وتقطيع اعضاؤه , من لايجمع فهو يفرق ومن يفرق يامطراننا لايجمع , وثق ان الكلام والمواعظ لن تجدي ,ولكن القدوة الحسنة والسيرة النقية والعمل الطيب هم الركيزة الاساسية للايمان والتمسك بالعقيدة ... لاتحرق الاقباط بيدك فقد قمت بعمل يحسدك عليه اجهزة الامن التي تبغي هذا الانقسام وتعمل لحسابها ,ولاادري من اين جاءت قوتك هل من اساقفة المجمع المقدس ( لااظن ), ام من قداسة البابا( غير محتمل)هل من الحكومة (أكيد) وامام هذا قداسة البابا يعجز علي اسكات صوتك الذي يجلب المشاكل للاقباط جميعا ,وللوطن ايضا اضافة لقداسة البابا نفسه الذي اصبح في مهب رياح التنديد والوعيد والاهانة الخارجة عن الادب, وعلي مسمع ومرأي من الوطن .
يقول القديس يعقوب السروجى :
" هناك وقت يضطر الإنسان للكلام و هناك موضع ينبغى فيه السكوت"
ويقول سليمان الحكيم :للسكوت وقت وللتكلم وقت جا 7:3
يقول قداسة البابا :الصمت ينفع أحيانا ولكنه ليس قاعدة ثابتة. أما القاعدة الحكيمة فهي ان يتكلم الإنسان حين يحسن الكلام ، ويصمت حين يحسن الصمت ... وحين يصمت ،فليتكلم قلبه مع الله، طالبا منه أن يتكلم بدلا عنه...
الصمت قد تكون فيه حكمة وقوة، وقد يكون فيه نبل ورصانةوأحيانا نصمت لكي يتكلم الله وتكون كلمة الله أقوي من كل ما نريد أن نقول .... ظل السيد المسيح صامتا أمام بيلاطس . لم يفتح فاه ، ولم يدافع عن نفسه . وفي صمته قال بيلاطس : لست أجد علة في هذا البار
يا مطراننا الوقت لايحتمل الكلام.. اصمت ارجوك ادخل مخدعك وصلي من اجل ان يزيح الرب هذا الكرب ...لوذ بصومك والبس المسوح وترجي الله.. لاتبرح مكانك فشعب ابروشيتك المنكوب اولي برعايتك وبعصاك الغليظة... ماذا يضير الصمت ,وماذا ينفع الكلام . لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتًا. يَكُونُ ذلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً" (سفر أيوب 13: 5) .
السيد المسيح يقول عنه الكتاب المقدس لايخاصم ولا يصيح ولايسمع احد في الشوارع صوته فتيل مدخنة لايطفأ وقصبة مرضوضة لايقصف ...
لاتقف يامطراننا امام التيار الحاشد ضد الحكومة بسبب الجوع والفقر والجهل والفساد ولاتدعهم يصطدموا بك وبنا عوضا عن الحكومة ولعلنا نتعلم من التاريخ حينما كان يثور الشعب المصري يسرع الي الفتك بالاقباط لاغاظة الحكومة " حذر د. ابراهيم محمد عويس استاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون من اندلاع ثورة جياع في مصر خلال فترة زمنية وصفها بالقريبة" (المصري اليوم بتاريخ 25 الجاري )
من الذكاء والفطنة ان نتجنب حماقة المتشددين والوهابيين لان حماقتهم ليس لها دواء فهم يستقون ببلاد البتردولارية يقول د.عمرو اسماعيل -الطبيب المفيم في لندن- بالحوار المتمدن المنشور اليوم 25:
نحن المسلمون نقول ليل نهار وعبر الميكروفونات ان الانجيل محرف .. هذا ايماننا .. ولم نسمع مثل هذه الضجة من أقباط مصر او تم رفع دعاوي قضائية لاسكات صوت الميكروفونات في مساجدنا ..
فلماذا نغضب ان لمح ولم يقلها علنا مسيحي مثل الأنبا بيشوي بتحريف القرآن ..
كلنا نعرف وهو شيء طبيعي ان المسلم يؤمن بتحريف الانجيل وهو حق له والمسيحي يؤمن ان القرآن كله ليس من عند الله وهو ايضا حق لهم..
ان قبلنا ان نقول رأينا علنا فيجب ان نقبل ان يقولوا هم ايضا رأيهم علنا
الدين القوي لا يخاف من رأي الآخرين فيه ..
أما آن تقوم المظاهرات الغاضبة لأننا نرفض ان يقول فينا الآخر ما نقوله عنه وعلنا وبصوت الميكروفونات العالية وبجميع لغات العالم وليس فقط العربية .. فهذه هي الازدواجية بعينها
وهذه هي ثقافة الكيل بمكيالين التي هي آفة أصيلة فينا ونتهم بها العالم كله الا أنفسنا
أن اردنا الحرية فهي دائما طريق ذو اتجاهين وليست طريق خاص
أن أردنا الديمقراطية .. فهي منظومة شاملة أهم مافيها هي حرية التعبير لنا ولمخالفينا في الرأي أو العقيدة .. وحرية العقيدة من اقامة الشعائر الدينية والدعوة السلمية لهذه العقيدة وبعيدا عن التحريض عن العنف.. وسيادة القانون علي أساس المواطنة بصرف النظر عن الدين والجنس أو اللون (انتهي)
وان كنت في الحقيقة اشفق علي المطران واشعر باحاسيسه حينما يسمع كل يوم سب وتمزيق العقيدة المسيحية صباحا ومساءا عن طريق الكتب الصفراء المنتشرة علي ارصفة الشوارع, والفضائيات الاسلامية والبرامج المتعصبة , وشيوخ الفضائيات والجوامع الذين انطلقت السنتهم القبيحة دون ضوابط وطنية او خلقية او ادبية او دينية ضد السيد المسيح والكتاب المقدس ورموز الكنيسة , لكن لم يطلب منا السيد المسيح رد الاهانة بمثلها بل كانت وصيته ان نحب لان المحبة تتأني وترفق ولا تقبح ولا تحتد ولاتظن السؤ ولاتفرح بالاثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شئ وتصبر علي كل شئ لان المحبة لاتسقط ابدا( 1كو13 )وما أجمل قول الكتاب المعزي لنا" الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون " (خر 14:14)
اسمع يانيافة المطران مايقوله عاموس النبي "يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ" (سفر عاموس 5: 13)
وبولس الرسول يعلن بوضوح : فلنعكف اذا علي ماهو للسلام وماهو للبنيان بعضنا لبعض رو19:14
0 comments:
إرسال تعليق