alarabiyaمنى الشقاقي-واشنطن
وسط زوبعة اعلامية استمرت لاشهر، ستجرى الخميس 10-2-2010 جلسات استماع في مجلس النواب الاميركي حول "التهديد الارهابي الناتج من التطرف ضمن الجالية المسلمة الاميركية".
وكانت الجلسات اثارت الجدل رغم أنها ليست اول جلسات تعقد لبحث هذه المشكلة في لجنة الامن الوطني، بل لان الرئيس الجمهوري الجديد لللجنة، بيتر كينج، معروف بعلاقته المتوترة مع الجالية المسلمة، التي تخشى ان تتحول الجلسات الى اداة تشهيرية ضد المسلمين.
كينج يقول ان قادة الجالية المسلمة لا يتعاونون مع اجهزة الامن بما فيه الكفاية و يتهمهم بانهم غير مستعدين للافصاح عن الراديكاليين الذين يعيشون بينهم، كما يقول ان تنظيم القاعدة نشط في محاولة استقطاب و تجنيد المسلمين الاميركيين.
يقول كينج بشكل متكرر "اريد ان اعرف الى اي درجة وصل التطرف فيه بالجالية"، و يشير الى نضال حسن، نجيب الله زازي و فيصل شاهزاد، و جميعهم وجدوا في الولايات المتحدة بصورة قانونية و اصبحوا متطرفين هنا.
وكان كينج قال في عدة مقابلات مع محطات اعلامية اميركية الاسبوع هذا. "لن اغفر لنفسي ان قام اخرين بعمليات ارهابية و لم اقم انا بكل ما استطيع لمنعها".
اما المنظمات الاسلامية فقالت في مؤتمر صحافي مشترك الاربعاء انها تعارض تعميم كينج مشكلة التطرف ليمشل الجالية باكملها، و تركيزه على المسلمين فقط و ليس الجماعات المتطرفة الاخرى كالنازية مثلا. رغم هذا لم يجب اي من المشاركين في المؤتمر على سؤال طرحه الصحافيون و هو عن ما اذا كانت المنظمات تختلف مع المعلومات التي تشير الى ان غالبية المحاولات الارهابية في الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر هي ناتجة عن التطرف الاسلامي.
المسلمون "هم الذين احبطوا اثنين من بين كل خمس محاولات ارهابية في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية" قال اليخاندرو بوتيل وهو من مجلس العلاقات العامة الاسلامية. و اشارت المنظمات الى تعليقات كان قد قالها كينج خلال السنوات الماضية و منها ان "ثمانون بالمئة من المساجد في الولايات المتحدة قياداتها متطرفة" و ان هناك "مساجد باعداد اكثر من اللزوم في اميركا".
كينج هو شخصية مثيرة، و هو متهم بالنفاق من قبل معارضيه حيث كان من مؤيدي الجيش الجمهوري الايرلندي حتى عندما كانت تلك المنظمة مصنفة بالارهابية في الولايات المتحدة. علاقة كينج كانت جيدة مع المسجد الموجود في دائرته الانتخابية قبل الحادي عشر من سبتمبر، بل و كان كيننج من مؤيدي التدخل الاميركي في كوسوفو لحماية المسلمين هناك. لكن بعد الحادي عشر من سبتمبر ساءت علاقة كينج مع الجالية حيث ان بعض قادة المسجد امنوا بنظريات المؤامرة المتعلقة بالعمليات و انكروا ان تنظيم القاعدة هو منفذها، الامر الذي ازعج كينج كما قال لاحقا. كينج ايضا من معارضي بناء المركز الاسلامي قرب موقع الهجمات.
احدى الانتقادات الموجه لكينج هي في اختياره للمتحدثين في الجلسة و الذين تغيرت اسمائهم مرارا خلال الاسابيع الماضية، و لكن في كثير من الاحيان تم تغيير المتحدثين استجابة لانتقادات الجالية المسلمة و اعضاء الكونجرس الدمقراطيين الذين يعارضون كينج.
وبعد أن كان من المفروض ان تقدم ايان هيرسي علي و هي صومالية اصبحت عضو في البرلمان الهولندي شهادتها، لكن كتابات هيرسي علي -و التي تلوم فيها الاسلام على التطرف- اثارت استياء في الجالية المسلمة و ادت الى ازالتها من القائمة.
كذلك الوضع مع وليد فارس و هو خبير في مكافحة الارهاب و كاتب، انتقدته مؤسسة العلاقات الاسلامية الاميركية كير لعلاقته السابقة مع حزب الكتائب اللبنانية.
اما المتحدثين فسيضمون كيث اليسون، و هو عضو مجلس نواب من مينيسوتا و المسلم الوحيد في الكونجرس (و احد المعارضين لجلسة الاستماع) كذلك سيقدم عمدة شرطة في كاليفورنيا شهادته، و هو من الذين يعتقدون بان المسلمين لعبوا دورا ايجابيا في مكافحة الارهاب في الولايات المتحدة. هناك ايضا عبد الرازق بيهي و هو صومالي اميركي قتل احد اقرباءه بعد ان قام بعملية انتحارية نتيجة انضمامه لجماعة ارهابية صومالية.
اما البيت الابيض فارسل نائب مستشار الامن القومي دينيس مكدوناه الى مسجد "آدم" في فرجينيا الاحد ليلتقي مع الجالية المسلمة و ليطمئنها: "في نهاية الامر، عندما يأتي الموضوع لمكافحة التطرف و الارهاب في الولايات المتحدة فالجالية المسلمية ليست جزءا من المشكلة، بل هي جزاءا من الحل" كما قال.
0 comments:
إرسال تعليق