تحت عنوان (محافظة القاهرة تزيل مستشفى تابعاً لـ«الإخوان» فى مدينة نصر لعدم وجود ترخيص) نشرت المصري اليوم بتاريخ 7 ديسمبر 2009 الخبر التالي ((نفذت محافظة القاهرة، أمس، قراراً بإزالة مبنى المستشفى الخيرى المركزى بأرض الجولف التابع للجمعية الطبية الإسلامية «إحدى الجمعيات الإخوانية» بمدينة نصر، المكون من ٧ طوابق على مساحة ٢٠٠٠ متر، بدعوى عدم وجود ترخيص، فى ظل حراسة قوة من الشرطة.
يذكر أن خلافاً نشب بين حى مدينة نصر شرق ومجلس إدارة الجمعية منذ ٥ سنوات صدر على خلفيته قرار الإزالة منذ شهر وتم تنفيذ القرار من خلال شركة «المقاولون العرب»، رغم تقديم أعضاء مجلس إدارة الجمعية طعناً على قرار الإزالة أمام محكمة مجلس الدولة ينظر الخميس المقبل.
ويعتبر أعضاء الجمعية الطبية تنفيذ القرار هضماً لحقوق الجمعية خاصة أن المستشفى منفعة عامة، وقرار الهدم جاء قبل قرار جهاز التفتيش على أعمال البناء التابع لوزارة الإسكان وقبل قرار الطعن المقدم على قرار المحافظ.
وأضاف بعض الأطباء بالجمعية أن تكلفة المستشفى وصلت لـ٤٠ مليون جنيه، وهدمه سيؤدى إلى خسارة كبيرة، خاصة أن المستشفى مجهز بشبكات غازات طبية وأجهزة أشعة مشعة. وقال الدكتور عباس سعد الأنور، عضو مجلس إدارة الجمعية الطبية: «إن هدم المستشفى لمجرد وجود مخالفة إدارية تسبب فيها بعض موظفى الحى يعد ظلماً، خاصة أن عدد فروع مستشفيات الجمعية الطبية ٢٣ فرعاً».
ونفى أن تكون الأجهزة الأمنية وراء محاولة إزالة المبنى، مؤكداً أن الخلاف قانونى بحت، نتيجة تقصير بعض الموظفين، ومجلس الإدارة حصل على حكم ابتدائى برخصة لإقامة مبنى بارتفاع ٣٦ متراً، ولكن محافظ القاهرة تعنت ونفذ قرار الإزالة، دفاعاً عن تقصير موظفيه)).
ورغم ذلك لم تنزل مليشات الإخوان ولا الخلايا النائمة ولا الاستعراضات المسلحة – كما يزعم الزاعمون – إلى الشوارع تعيث في الأرض فسادا.
وفي نوفمبر 2010 أوقفت محافظة الجيزة تصريح البناء لمبني خدمات لمخالفات في البناء ولتحويله إلي كنيسة على خلاف التصريح الصادر له .
هنا قامت القيامة وخرج الأرثوذكس إلي الشوارع يعتدون على رجال الأمن ومبني المحافظة ويقطعون الطريق الدائري. وتحدث أرثوذكس الداخل والخارج عن الإضهاد المزعوم !!
وأتركك عزيزي القارئ لتقارن بين هدم مستشفي الإخوان ووقف تصريح المبني الخدمي للكنيسة لتعرف من هو المضهد حقا؟ ومن الذي يمثل خطرا حقيقا على الأمن في مصر؟
هكذا تبني دور العبادة في الخارج:
تحت عنوان (احتجاجات على قرار بناء مسجد فى موسكو) نشرت المصري اليوم بتاريخ 14 سبتمبر 2010 الخبر التالي: (وذكرت شبكة «بى. بى. سى» الإخبارية أن قرار البناء يعود لقلة عدد المساجد فى موسكو، الأمر الذى تجلى بوضوح فى صلاة عيد الفطر، حيث اضطر مئات من المسلمين لأداء الصلاة خارج المسجد، على الأرض مباشرة، لذلك بدت موافقة سلطات العاصمة على بناء مسجد جديد أمرا طبيعيا، لكن غالبية سكان الحى، الذى خصص لبناء المسجد فيه، ومنهم رئيس مؤسسة «العمل الأرثوذكسى»، كيريل فرولوف، وقفوا ضد خطة البناء).
ومن الخبر المنشور يتضح أن التصريح ببناء دور العبادة حق أصيل للدولة, ولا تصرح به إلا عند التأكد يقينا من الحاجة الفعلية للبناء, ورغم كل ذلك فقد اعترضت الأغلبية على بناء المسجد وبالمناسبة الأغلبية هنا أرثوذكسية!!!
والعجيب أن الأرثوذكس في مصر يطالبون بأن يترك لرجال الكنيسة وحدهم تحديد احتياجاتهم من الكنائس ويرفضون ربط بناء الكنائس بعدد السكان في كل قطاع جغرافي (راجع حوار بسنتي في المصري اليوم بتاريخ 11/11/2009 ) وفي طلبهم هذا سحب لاختصاص الدولة ثم يتباكون على عدم صدور قانون البناء الموحد لدور العبادة!!!.
مرة أخرى أتركك عزيزي القارئ لتقارن بين موقف الأرثوذكس من الحريات الدينية وتحديدا بناء دور العبادة عندما يكونون في موقف الأغلبية (روسيا) وموقف الأقلية (مصر).
الشحن الطائفي للأرثوذكس:
لماذا لم يكتفي الأرثوذكس بالاعتصام بمبني العمرانية للدفاع عنه؟ ولماذا تحولوا للهجوم .. يهاجمون الشرطة ويقطعون الطريق الدائري ويهاجمون مبنى المحافظ ؟ وهم على أكثر تقدير ثلاثة آلاف في مواجهة دولة ربما يفوق عدد رجال الأمن فيها على عدد رجال القوات المسلحة!!! وهم لا يمثلون إلا ما بين 5% إلي 10 % من عدد السكان. إنها معركة خاسرة بكل المقاييس .. فلماذا خاضوها ؟
يخضع الأرثوذكس المصريين منذ عشرات السنين لعملية شحن طائفي مركز على محورين: عقائدي وسياسي. حتى أنك تسمع عبارات (غسيل المخ) و (العقول المبرمجة) على ألسنة كبار رجال دينهم.
المحور الأول : الشحن العقائدي
بلغ الشحن العقائدي مبلغا لا تجد له نظير في العالم كله فرجال دينهم لم يكتفوا بإطفاء القداسة على البابا والمجمع الكنسي والتاريخ الكنسي بل رفعوا من شأن شنودة حتى ساووه بالله – سبحانه وتعالى -!! أقرأ معي :
(فعلى قناة الرجاء يعترف المذيع بأن الأقباط في مصر كانوا يعتقدون لوقت طويل أن البابا شنودة يتمتع بعلاقة خاصة بالإله) .
(قال القس مكارى يونان،صاحب الشعبية الأوسع بين كهنة الكنيسة القبطية شعبية، أن "التطاول" على البابا شنودة الثالث يعتبر هجوما على كل المسيحين وعلى المسيح نفسه).
لا تنسى أن المسيح عليه السلام في العقيدة الأرثوذكسية هو الله أي أن الاعتداء علي البابا شنودة يعتبر اعتداء علي الله حسب عقيدتهم, وبالتالي فإن طاعة البابا شنودة في مرتبة طاعة الله حسب عقيدتهم!!!
(وقال خلال عظته الأسبوعية، أمس الأول، «بعض الجرائد والمجلات قالت إنى تعبان جدا وإن قدمى انكسرت، ولكن هذا الأمر غير صحيح، والدليل إن أنا داخل أمامكم على رجلى»، فقاطعه أحد الأساقفة الحاضرين وقال «أنا قلت إنك هتعيش للأبد يا سيدنا»، وسط تصفيق وصيحات الحضور).
كل هذا جعل من الارثوذكس المصريين واحدة من أكثر الطوائف في العالم تعصبا وتطرفا ومن يعترض على ذلك فليذكر لي اسم رجل دين واحد في العالم يعتقد فيه أتباعه ما يعتقده الأرثوذكس في البابا شنودة.
المحور الثاني : الشحن السياسي
ويتم عن طريقين:
الطريق الأول: بث الخوف والشعور بعدم الأمان, وبث كراهية الآخر في نفوس أتباعهم:
1) رغم أن الأرثوذكس يجاهرون برموزهم الدينية في الشوارع والأماكن العامة والمحلات والسيارات وعلى أجسادهم ومع ذلك طالبت قناة الرجاء بإنشاء أماكن آمنة للأقباط!!!
أي أمان أكثر من أن تجهر برموزك الدينية في كل الأماكن العامة؟!!
2) كل شعوب العالم تكره المحتل والأعراف الدولية تعطي الشعوب المحتلة حق الكفاح المسلح لتحرير بلادهم. ومع ذلك يردد رجال دينهم دائما أن الأقباط هم أصحاب البلد الأصليين وأن المسلمين المصريين غزاة محتلين أو ضيوف على أقل تقدير وبذلك يبث رجال دينهم لدى أتباعهم كراهية المصريين المسلمين.
الطريق الثاني : زيادة الشعور بالظلم والتمييز والإضهاد في نفوس أتباعهم:
وطريقهم في ذلك المطالبة بمطالب لا نظير لها في أي دولة من دول العالم فإن تحققت فنعم وبها وإذا رفضت – وطبيعي أن ترفض – يتعاظم الشعور بالإضهاد لدي أتباعهم فيصيرون عرائس متحركة يوجهونهم حيث شاءوا. ومن أمثلة طلباتهم التي لا نظير لها ولا في المدينة الفاضلة:
1) البرلمانات في العالم كله مجالس قومية منتخبة... والمسلمون بالملايين في ألمانيا وفرنسا وأمريكا ومع ذلك لا أحد منهم يطالب بكوته في برلمانات هذه الدول الديمقراطية ولا بتمثيل يتناسب مع عددهم ولا يشعر بالاضهاد وانتقاص حقوق المواطنة. ورجال الكنيسة لا يملون من المطالبة بكوتة أو حصة أو تمثيل في البرلمان!! أقرأ المصري اليوم بتاريخ 4/1/2010: الأنبا بسنتي : ننتظر كوتة الأقباط 2015.
2) المناصب الأمنية العليا والحساسة والمخابرات في كل بلاد العالم المسيحي المتقدم في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس بها مسلم واحد. ولم يتهم أحد هذه الدول باضهاد المسلمين أو الانتقاص من حقوق المواطنة. أما في مصر فرجال الكنيسة يصرخون ليل نهار يطالبون بتمثيلهم في هذه الأجهزة الأمنية الحساسة ويعتبرون غير ذلك تخوينا لهم!!!
3) المصريين المسلمين أنفسهم لا يستطيعون الإلتحاق بجامعة الأزهر إلا في حالة التحاقهم بالتعليم الأزهري ابتداء من المرحلة الابتدائية حتى الحصول على الثانوية الأزهرية المؤهلة قانونا للالتحاق بجامعة الأزهر, إلا أن رجال الكنيسة يطالبون بالهبوط بالبراشوط على جامعة الأزهر دون الالتحاق بالتعليم الأزهري من بدايته. أي إنهم يريدون أن يتميزوا على المسلمين أنفسهم!!
4) كل دول العالم ذات الأغلبية المسيحية وعلى مر التاريخ الإنساني كله لم يتولى رئاستها مسلم واحد, وهنا في مصر يعتبرون عدم تولى أرثوذكسي واحد للرئاسة انتقاصا لحقوق المواطنة وبالفعل تم تعديل الدستور ليسمح لهم بذلك وتتوالى الحملات الصحفية من العلمانيين والملاحدة وأتباع الكنيسة ضد كل مسلم يجهر برفضه أن يتولى أرثوذكسي رئاسة مصر!!
5) رجال الكنيسة يتساءلون: كيف تنفق الدولة من أموال الضرائب التي يدفعها المسلم والمسيحي علي بناء المساجد ولا تنفق على بناء الكناس؟.
وهنا أكثر من مغالطة, الأولى: الغالبية العظمي من المساجد تبني وتصان بأموال وتبرعات المسلمين. والثانية: أن الدولة استولت على أوقاف المسلمين فأصبح لزاما عليها أن تنفق علي المساجد, بينما تركت أوقاف المسيحيين في أيدي الكنيسة وبالتالي لا يجب عليها الأنفاق علي الكنائس.
المواجهة الفكرية قبل الأمنية:
لكل ذلك فإن المواجهة الأمنية وحدها حتما ستفشل خصوصا وأن هناك أيدي أجنبية لها أهداف ومصالح في تفتيت مصر أو على أقل تقدير في إشعال الفتن بين الحين والآخرلشغلها عن التنمية.
ولا يغتر أحد بقلة عددهم وبقوة الدولة فعدد السكان في إسرائيل لا يقارن بعدد السكان في مصر منفردة ومع ذلك تفوق قوة إسرائيل على قوة العرب جميعا بفضل الدعم المالي والعسكري الخارجي. ولا ينسى أحد الدعم المالي والعسكري الأجنبي وخصوصا الأمريكي بالمليارات من أجل فصل جنوب السودان.
لكل ذلك فإن المواجهة الفكرية لاستعادة العقل الأرثوذكسي المعتقل لدي الكنيسة إلى حضن الدولة أمر في غاية الأهمية.
0 comments:
إرسال تعليق