بدأ تنظيم القاعدة بتنفيذ تهديداته ضد الأقباط في مصر بأيدي رجال الأمن المصري .
كلنا نتذكر ذلك التهديد الذي أرسله تنظيم القاعدة بعد قيامه بمذبحة كنيسة النجاة بالعراق والتي راح ضحيته ما يقرب من مائة وخمسون شهيدا سفكت دماءهم على مذبح الخلاص بالكنيسة دون ذنب إرتكبوه ليعاقبوا عليه بهذه الوحشية التي فاقت وحشية الحيوانات المفترسة .مذبحة العراق قالوا عنها أنها إنذار للكنيسة القبطية مطالبين بالأفراج عن الأسيرات المسلمات المسجونات بالكنيسة . وكأن الحرب بين الكنيسة القبطية المصرية وتنظيم القاعدة قد إندلعت وتم القتال بينهما وأستطاع جيش الكنيسة القبطية المصرية المغوار أسر مسلمات وإيداعهن السجون التابعة للكنيسة . لذا كان ذلك الأنتقام الشنيع في العراق حتى لا تظن الكنيسة القبطية والكهنة والشعب في مصر أنهم أحرزوا نصرا مبينا كان الحظ فيه حليفهم .
لقد سبق وعوا أحد المأجورين من مثيري الفتنة وأعلن عن سر لا يعرفه غيره مؤكدا فيه أنه عرف من مصادره التي لا تكذب ومن جهاز المخابرات الأسلامي الذي يفوق أي جهاز مخابرات في العالم أن الكنيسة القبطية المصرية تمتلك أسلحة مخبأة في الكنائس والأديرة، وطالب هو وغيره من ناعقي بوم الخراب الحكومة المصرية بضرورة تفتيش الكنائس والأديرة بحثا عن الأسلحة حتى لا يكون للكنيسة مجالا للأعتداء على المسلمين المسالمين في مصر، وأن تخضع للتفتيش الأمني مثلها مثل المساجد ناسيا هو ومن نادى وينادي بهذا القول إحاطة جميع كنائس مصر وأديرتها برجال أمن تحت حجة حماية الكنيسة من أي إعتداءات قد تقع على المصلين ، ويالها من أكذوبة كبيرة فضحتها جميع الأحداث والأعتداءات التي تحدث للكنائس تحت سمع وبصر الأمن دون تدخل منه أو محاولة منعه. والقائمة طويلة ومؤسفه وحزينه يعرفها العالم بأثره . ومع الأسف مازال مستمرا ، وسيظل مستمرا إلى ما لا نعلم ، وأظن أن ما يحدث حاليا في العمرانية وكنيسة السيدة العذراء من هجوم على المصلين من قبل قوات الأمن وإستخدام قنابل مسيلة للدموع وأطلاق الرصاص المطاطي على عزل وقتل وجرح أبرياء دون ذتب إرتكبوه غير الصلاة من أجل مصر ورئيس مصر والشعب المصري طالبين من الله أن يزيح عن مصر غمة التعصب الأعمى الذي أصبح الشغل الشاغل لكل مهوس ومثير للفتنة في مصر. و ما حدث في " أبو تشت " من حرق منازل مسيحيين أبرياء دون ذنب إرتكبوه ، لهو خير دليل على صدق ما نقول وما يعرفه العالم من تضامن الأمن
في مصر مع مثيري الفتنة والشغب وإعتداءاتهم المتكررة على الكنائس المصرية ومنازل المسيحيين وحرقها . ولن أكون مغاليا لو قلت أن النظام في مصر يعضدد ما يقوم به مثيري الشغب ويحميهم و لا يهتم بالمعتدى عليهم من المسيحيين حتى لو أصابهم مكروه فلا تستقبلهم المستشفيات ولا يحميهم الأمن بل أصبح الأمن مشاركا بالفعل بالأعتداء على المسيحيين كما حدث مؤخرا لكنيسة العذراء بالعمرانية .
لو ألقينا نظرة على الأسباب التي أدت إلى أحداث العمرانية لحترنا في الأمر . جماعة تصلي في مكان للعبادة أومبنى للخدمات ويريدون وضع سقف له وصلبان تزينه ويستخدمونه لخدمة أبناء الكنيسة وكل من يحتاج إلى خدمات من أبناء الحي .
يدعون أن من أشعل فتيل الحدث مرور بلدوزر أمام المبنى فظن المجتمعون أنهم قد أتوا لهدم المبنى .لو تمعنا في الأمر وإفترضنا صدق هذا القول ألا نسأل أنفسنا لماذا ظن المسيحيون المجتمعون داخل المبنى ذلك الظن ؟ ألا ترون أن لهم الحق كل الحق في الخروج مطالبين بحقهم في بناء ما يريدون بناءه إن كان كنيسة أو مكان للخدمات ؟
ونستمر في التساءل .. لماذا كل هذا العدد من رجال الأمن الذين بعث بهم محافظ الجيزة ؟ هل لتفريقهم ؟ هل للأعتداء عليهم ؟ هل لأطلاق القنابل المسيلة للدموع مع إطلاق الرصاص المطاطي وضربهم بالهروات ذلك الضرب المبرح الذي أدى إلى إصابات ووفيات تتضارب الأنباء حول عددهم ؟
ولماذا لم يتركونهم يعبرون عن رأيهم وسخطهم لما يحدث لهم من قوات المفروض فيها لحمايتهم كما تفعل نفس هذه القوات مع المتظاهرين والمحتجين من المسلمين كل يوم جمعة بعد شحنهم من آئمة ومشايخ المساجد ولا يقترب صوبهم أحد ، ولا يمنعهم أحد ، ولا يحاول تفرقتهم أحد من رجال الأمن المصري؟؟!!
مصر إختلف شعبها ، لم يعد الشعب الذي عرفه العالم طوال قرون وعهود وعصور ، وفي أوقات الشدة والغزوات وحتى ما كان يصدر من الغازي سواء عربي أو روماني أو جاء من مقدونيا .
نحن في حيرة من أمرنا لا نعرف كيف نتعامل مع الأحداث المتوالية ضد جزء لا يتجزأ من النسيج المصري الذي كان وإستمر على تقبل التعددية الثقافية والحضارية والدينية منذ فجر التاريخ ؟. ونحن هنا لا تعني بالضرورة مسيحي مصر . بل كل مصري حر يرى ويتعجب لما يحدث على أرض المحروسة والتي أصبح هذا اللقب أو هذه الصفة لا تنطبق عليها ، بعد أن حلت محلها صفة أخرى ولقب أخر وأسم أخر وأصبحنا نسمع عن مصر المخروبة لا المحروسة .
إننا نتعجب من أمر وزير الداخلية سيادة اللواء حبيب العادلي الذي لا أظن أن أسمه الأن يحمل المعنى السامي " حبيب " ، ولا المعنى المقدس " العدل " لما يقوم به من المفروض أن يكون لحماية الشعب ، كل الشعب ولا يفرق بين فئة وفئة لأي سبب من الأسباب .
سيادة الرئيس محمد حسني مبارك كمصري أحب مصر كما تحبها مع فارق سيادتكم رئيسها والمسئول أمام الله والناس والتاريخ عن رفاهيتها ورفاهية شعبها ، وأنا المواطن المصري البسيط الذي دفعته ظروف مصر أن يبتعد ويهاجر بعيدا عن أرض مصر التي لم تبتعد عنه لحظة واحدة طوال أيام غربته ، أتوجه إليكم برجاء رعاية مصر المحبة والتي أصبحت مصر الكره فأعد لها الحب ولا تبقي على الحبيب . أعد لها العدل ولا تبقي على العادلي . لأن الحب سماوي .. الله محبة .. والعدل مقدس .. لأن الله قدوس وعادل .
كفى ما حدث ويحدث لمصر منذ الأنقلاب العسكري . صحح الأخطاء وأقم العدل وأنشر الحب وأضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إشعال نار الفتنة . كن مثل مينا الذي وحد القطرين ، فوحد بين أبناء مصر .. صدقني نحبك ولو كان لي حق الأنتخاب لأعدت إنتخابكم فقد سبق وكتبت مقالا بعنوان " نار مبارك ولا جنة الأخوان " ، وأنا أعني هذا سيادة الرئيس المبارك والذي نتمنى عليه أن يرعى مصر أولا ومصر ثانيا ومصر إلى الأبد .
سيادة الرئيس محمد حسني مبارك .. لقد بدأت مقالي بهذا القول ( بدأ تنظيم القاعدة بتنفيذ تهديداته ضد الأقباط في مصر بأيدي رجال الأمن المصري ) ، فهل لنا سيادتكم الرجاء بالتأكد من عدم وجود تابعين لتنظيم القاعدة بين صفوف رجال الأمن والحكومة المصرية التي أوليتموها سيادتكم الثقة الكاملة طوال تلك السنوات " العجاف " وعدم الأستقرار ؟؟!!
نرجوكم سيادة الرئيس زيادة إهتماماتكم ، لأن مصر لا تستحق ما يجري على أرضها الأن . أدامكم الله بالصحة والعافية لرعاية مصر والشعب المصري الذي تتولون سدة حكمه أمام الله والتاريخ ...
0 comments:
إرسال تعليق