** قبل أن تأخذنا سطور المقال ، أقول أننى حاولت أن يكون العنوان "دعاء المظلوم" بدلا من دموع المظلوم ، ولكن كان دائما رب المجد وملك الملوك يمهس فى أذنى أين تعاليم الكتاب المقدس .. نعم نقول "دموع.." فقد علمنا السيد المسيح له كل المجد أن نحب أعدائنا وقال "أحبوا أعدائكم .. باركوا لاعنيكم .. صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويبغضونكم" .
** نعم اللهم لا شماتة ، ولكن حذار من دموع المظلوم .. حذار من دموع والد الشهيد أبانوب وأسر جميع شهداء نجع حمادى الذين قد إقتربت الذكرى السنوية الأولى العطرة لشهداء نجع حمادى الأبرار .. ومازال الجناة يحاكمون .. نعم حذار دموع الشهداء فى جميع نجوع صعيد مصر وقراها .. نعم حذار دموع شهداء القوصية والكسح والزاوية والخانكة وبنى والمس والعياط وأسيوط والعمرانية .. نعم حذار دموع كل أم فقدت إبنها أو ترملت من جراء هجوم الغوغاء والإرهابيين على الكنائس والأقباط ونهب وحرق وسرقة ممتلكاتهم .... وحتى لا يسئ أحد فهمنا فإننا نقدم خالص العزاء لأسر ضحايا سقوط مئذنة الجامع ، ولكن ربما يكون قصدنا هو رسالة السماء المبعوثة ضد الظلم والظالم والفساد ..
** فى مقالنا السابق بعنوان "كيد الحكومة ..غلب كيد النسا" ، تحدثنا فيه عن هوجة التطاول على الأقباط والكنيسة وقداسة البابا ، فى وقاحة وسفالة لم تعهدها مصر من قبل .. ففى الأحداث الأخيرة بكنيسة العمرانية إندلعت أشاوس الداخلية بأوامر من محافظ الجيزة وفتوى من رئيس حى العمرانية بإعلان الجهاد ضد العذراء والملاك بالعمرانية بزعم بناء قبة أعلى المبنى وأجراس دون موافقة الجهات المختصة .. نعم لقد صارت هوجة وسفالة وإنحطاط تسلط على الكنيسة والأقباط رغم أن معظم الزوايا والجوامع تتم بنائها دون الحصول على التراخيص اللازمة حتى لو خالفت خط التنظيم .. حتى لو أغلقوا شارع بالكامل .. حتى لو سطوا على الأرصفة وضموها للجامع بل ويتم غلقها بالجنازير فلن يتعرض لهم أى مسئول أو تحرر ضدهم مخالفة مبانى وكتبنا بالنص "حتى لو بنوا مئذنة تصل إلى المريخ" ..
** لم نكن نعلم يوم كتابة المقال أو نشره أى شئ عن حادثة سقوط المئذنة ، كما أنا الإعلام إلتزم الصمت وكذلك الفضائيات وكأن حال سبيلهم يقول لا داعى لنشر هذه الفضيحة حتى لا تكون شاهدة على تطرف الدولة وإرهاب الأقباط ولكننا فوجئنا بتفاصيل الخبر بجريدة روزاليوسف العدد الصادر بتاريخ 14 ديسمبر 2010 وعلى مساحة نصف صفحة كاملة كتب الصحفى "محمود جودة" العنوان "تداعيات إنهيار مئذنة فى الدقهلية" .. "المضارون يطالبون بالتعويضات والمسئولون فى إنتظار تحديد المسئولية" .. أما التفاصيل فتقول :
" فى زحمة الدعاية الإنتخابية تبرع أحد المرشحين بمبلغ من المال لبناء مئذنة بأحد مساجد ميت العز بمحافظة الدقهلية وصرحت المحليات بالبناء بطول 35 مترا لكن محبى المرشح والقائمين على المسجد فتحوا باب التبرعات ليجعلوها 55 مترا ، وإستعجلوا بناءها لتكون شاهدا على إنجازات المرشح وتصريح العبور لكرسى البرلمان .. لكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن .. وسقطت المئذنة التى أنشئت بدون أساس خرسانى لتقتل وتصيب وتدمر 6 بيوت ونتج عن ذلك 20 أسرة متضررة من الحادث بين مصابين ومقيمين فى الشوارع " ... نعم أتت الريح بما لا تشتهى السفن حيث سقطت المئذنة بعد بنائها بشهر لتسقط معها أقنعة الزيف التى يرتديها النظام فى التعامل مع الأقباط .. ربما لتفضح المسئولين بالدولة وكيف يكيلون بمكيالين للمواطنة ... لقد إنهارت المئذنة لتكشف عن زيف الواقع وتغلغل التطرف داخل أجهزة الدولة .
** ونعود لمأساة بناء المئذنة والأضرار التى حدثت :
• محل يقالة صاحبه "محسن الشحات" كانت به سلع تموينية لتوزيعها على أهالى القرية وكان به بضائع تقدر بـ 25 ألف جنيه ، أصبح مساويا بالأرض بعد سقوط المئذنة عليه .
• صالون حلاقة صاحبه "أيمن عبد العال" 37 سنة يعتبره مصدره الوحيد له ولأسرته التى تتكون من زوجة وثلاثة أولاد إضافة إلى والدته وأشقائه بعد وفاة والده ، سقطت عليه المئذنة وتحول إلى حطام !! .
• "بلال عبد العال" 52 سنة عامل بمدرسة ميت العز الإبتدائية ، كان متوجها إلى عمله رأى المئنة تنهار أمام عينيه وتسقط فى إتجاهة لكنه لم ينج وجمع الأهالى أشلاؤه وترك وراءه أسرة فقيرة جدا وكان هو عائلها الوحيد .
• عقار خرسانى مكون من 3 طوابق ملك "نعيم هندى" الذى يعمل مدرسا ، وضع فيه كل أمواله بل وإقترض لإستكمال المبنى إلا ان سقوط المئذنة تسبب فى تحطيم واجهته وحدوث تلفيات ضخمة وتشققات بارزة فى المبنى .
• بيت مبنى بالطوب اللبن مكون من طابقين ويعيش فيه أربعة إخوات بأسرهم ، أسرة كل منها فى حجرة .. أسرة محمد مصلح محمد جاد المكونة من 4 أفراد وقد تحطمت الغرفة بمنقولاتها وأساس المعيشة الموجودة بها ، أسرة محمود مصلح مكونة من 5 أفراد وأسرة المتوفى شعبان مصلح المكونة من زوجة و3 أولاد والغرفة الأخيرة يعيش فيها خالد مصلح مع والدته رزقة العزب والتى تحطمت بالكامل .
• عقار ملك ورثة "مأمون عبد السلام محمد" ومكون من طابقين بالخرسانة والمسلح ، ولم يكن فيه أحد وقت الحادث تحطمت واجهته بالكامل بخلاف المرافق من الكهرباء وشبكة الصرف الصحى بعد سقوط المئذنة عليها !!.
• "أمين الشحات" 35 سنة يعمل فى محل البقالة الذى تهدم أصيب بشرخ فى الحوض وإصابات فى الفقرات القطنية وكدمات فى أماكن متفرقة فى الجسم وبعد خروجه من المستشفى أصيب بالعجز عن الحركة والعمل .
• "نعمة السيد متولى" 25 سنة ، متزوجة ولديها طفلان أصيبت هى الأخرى بإنهيار عصبى إضافة إلى كسر فى الكتف والتى كانت وقت الحادث مع المتوفى بلال سليم وقد هربت بعد سقوط المئذنة .
** لقد حضر جميع المسئولين من محافظة الدقهلية والوحدة المحلية والأوقاف والدفاع المدنى والشرطة وغيرها وقت الحادث ، وبعد ذلك تجاهلت كل هذه الإدارات تعويض المتضررين وتركوهم فى العراء ..
** كنت أتمنى أن يهرول السيد محافظ الجيزة الهمام ومعه مدير الأمن بجحافل الأمن المركزى لمشاهدة صورة حية لظلمهم وتجاوزهم فى التعامل مع شباب العمرانية من أجل بناء قبة أعلى المبنى لا تتعدى 5 أمتار وأجراس ، بينما تركت الدولة العنان للأهالى ببناء مئذنة وصل إرتفاعها إلى 55 مترا ، أى ما يقارب عشر أدوار لعقار حديث ...
** سقطت المئذنة وسقط معها قناع الدولة المدنية والديمقراطية والمواطنة والدستور المصرى ... سقطت المئذنة وسقطت معها كل مظاهر القبلات الزائفة والأحضان الباردة لتكشف عن الوجه القبيح للنظام والدولة ، ولكن السؤال الذى يظل يراودنى .. لماذا لا تتناول الصحف القومية والإخوانجية والحزبية والفضائيات هذه الواقعة .. فهل الهدف هو التعتيم على الواقعة أم الهدف هو "غلق باب الشماتة" ولأننا لسنا من أهل ذلك فنقول "تعازينا الحارة لأسر الضحايا" ، ونقول للدولة والمسئولين " إحذروا دموع المظلوم " ...
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
0 comments:
إرسال تعليق